عرض مشاركة واحدة
قديم 28 - 5 - 2011, 11:06 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
MR.WaLeD
اللقب:
المدير العام لمنتدى لمسه حنين
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية MR.WaLeD

البيانات
التسجيل: 24 - 7 - 2010
العضوية: 1139
المشاركات: 2,899
بمعدل : 0.58 يوميا

الإتصالات
الحالة:
MR.WaLeD غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : MR.WaLeD المنتدى : السياحه 2023 - السفر والسياحه - Tourism 2023
افتراضي رد: صور ومعلومات شخصيات حكموا مصر من محمد علي حتي الآن


الملك فاروق الأول

فترة الحكم28 أبريل1936 - 26 يوليو1952
وُلد11 فبراير1920وُلد في القاهرة، مصرتُوفي18 مارس1965 (العمر: 45 عاماً)تُوفي في روما، إيطاليا سبقه فؤاد الأول تبعه أحمد فؤاد الثاني (صوري)العائلة الملكيةالأسرة العلويةالأب فؤاد الأول
الأم الملكة نازلي


الملك فاروق (11 فبراير 1920 - 18 مارس 1965)، آخر ملوك مملكة مصر والسودان وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية. استمر حكمه مدة سته عشر سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لإبنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة شهور والذي ما لبث أن خلع، بتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية، وبعد تنازله عن العرش أقام الملك فاروق في منفاه بروما عاصمة إيطاليا وكان يزور منها أحيانا سويسرا وفرنسا، وذلك إلى أن توفي بروما، ودفن في المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي بالقاهرة حسب وصيته.

ولادته ونشأته

ولد ونشأ في القاهرة كأبن وحيد بين خمسة شقيقات أنجبهم الملك فؤاد الأول ثم أكمل تعليمه بفرنسا بإنجلترا، أصبح ولياً للعهد وهو صغير السن، واختار الملك الوالد فؤاد الأول لولي عهده لقب أمير الصعيد. وتحمل فاروق المسؤولية وهو صغير السن، حيث أنه تولى العرش في السادسة عشر من عمره بعد وفاة والده الملك فؤاد الأول، حيث خلف أباه على عرش مصر بتاريخ 28 أبريل 1936، ولأنه كان قاصراً فقد تم تشكيل مجلس وصاية رأسه ابن عمه الأمير محمد علي بن الخديوي توفيق أخ الملك فؤاد الأول وكان سبب اختياره هو من بين أمراء الأسرة العلوية بأنه كان أكبر الأمراء سناً، واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنه وثلاث شهور إذ أنّ والدته الملكة نازلي خافت بأن يطمع الأمير محمد علي بالحكم ويأخذه لنفسه، فأخذت فتوى من شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري، وأدّى ذلك إلى أن يتوج ملكاً رسمياً بتاريخ 29 يوليو 1937، وتم تعيين الأمير محمد علي باشا ولياً للعهد وظل بهذا المنصب حتى ولادة ابنه أحمد فؤاد.

زوجاته وأبناؤه

تزوج مرتين، مرة الأولى كانت وهو في سن الثامنة عشر بتاريخ 20 يناير 1938 وذلك من صافيناز ذو الفقار وقد غير اسمها إلى فريدة بعد الزواج، وأنجبت له بناته الثلاث الأميرة فريال والأميرة فوزية والأميرة فادية، ثم طلقها عام 1949 أثر خلافات كبيرة بينهم، ومن بين الخلافات هو عدم إنجابها وريث للعرش، وقد اعترض الشعب على الطلاق، لأنهم كانوا يحبونها ويشعرون بأنها لصيقة بطبقاتهم وبأحوالهم، وعندما طلقها غضبوا عليه بشدة، فطافت المظاهرات الشوارع بعد طلاقها تهتف "خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة". لقد رؤوا فيها وردة مصرية طاهرة نقية.
تزوج بعدها من زوجته الثانية ناريمان صادق وذلك بتاريخ 6 مايو 1951 وكان حينها في سن الواحدة والثلاثون، وهي التي أنجبت له ولي العهد الأمير أحمد فؤاد الذي تولى العرش وهو لم يتجاوز الستة أشهر تحت لجنة وصاية برئاسة الأمير محمد عبد المنعم بعد تنازله عن العرش مجبراً تحت رغبة الجيش المصري بقيادة الضباط الأحرار وعلى رأسهم قائد مجلس قيادة الانقلاب العسكري اللواء محمد نجيب. غادرت ناريمان صادق مع الملك فاروق إلى المنفى بإيطاليا عقب قيام الانقلاب العسكري بتاريخ 26 يوليو 1952 وبعد خلافات كبيرة تم الطلاق بينهما في فبراير 1954.

حادثة 4 فبراير 1942

صورة تجمع بين الملك فاروق ومصطفى النحاسوقعت في 4 فبراير 1942 وملخص الحادثة أن قوات الاحتلال البريطانية قامت بمحاصرة الملك فاروق بقصر عابدين وأجبره السفير البريطاني في القاهرة السير مايلز لامبسون على التوقيع على قرار باستدعاء مصطفى النحاس باشا، زعيم حزب الوفد لتشكيل الحكومة بمفرده، أو التنازل عن العرش.
كانت القوات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية بقيادة روميل بالعلمين في يوم 2 فبراير 1942، كان الموقف العسكري مشحونا بالاحتمالات الخطيرة على مصر ولأتباع التقليد الدستوري الخاص بتشكيل وزارة ترضى عنها غالبية الشعب وتستطيع احكام قبضة الموقف الداخلي، وطلب السفير البريطاني من الملك فاروق تأليف وزارة تحرص علي الولاء لمعاهدة 1936 نصا وروحا قادرة علي تنفيذها وتحظي بتأييد غالبية الرأي العام، وان يتم ذلك في موعد أقصاه 3 فبراير 1942. استدعي الملك فاروق قادة الاحزاب السياسة في محاولة لتشكيل وزارة قومية أو ائتلافية وكانوا جميعا عدا مصطفي النحاس مؤيدين فكرة الوزارة الائتلافية برئاسته فهي تحول دون انفراد الوفد بالحكم ولهم أغلبية بالبرلمان.
طلبت بريطانيا من سفيرها السير مايلز لامبسون أن يلوح باستخدام القوة أمام الملك فاروق وفي صباح يوم 4 فبراير 1942 طلب السفير السير مايلز لامبسون مقابلة رئيس الديوان أحمد حسنين وسلمه إنذارا كان هذا نصه:
" إذا لم أعلم قبل الساعة السادسة مساءا أن النحاس باشا قد دعي لتأليف وزارة، فإن الملك فاروق يجب أن يتحمل تبعه ما يحدث "
كان السفير السير مايلز لامبسون جادا في هذا الإنذار، ولا بد أن بريطانيا كانت تقوم بإعداد من يحتل العرش مكان الملك فاروق، وكان المرشح ولي العهد الأمير محمد علي باشا توفيق الذي ظل حلم اعتلائه لعرش مصر يراوده لسنوات طويلة وهو أكبر أفراد اسرة محمد علي سناً، إلا أن مصطفي النحاس رفض الإنذار.
وعند مساء 4 فبراير 1942 توجه السفير الإنجليزي ومعه الجنرال ستون قائد القوات البريطانية في مصر ومعهما عدد من الضباط البريطانيين المسلحين بمحاصرة ساحة قصر عابدين بالدبابات والجنود البريطانيين ودخلا مكتب الملك فاروق وكان معه أحمد حسنين باشا. كانت أول وثيقة تنازل عن العرش في تاريخ الملك فاروق هي التي وضعها أمامه السير مايلز لامبسون على مكتبه في قصر عابدين في التاسعة والربع مساء يوم الأربعاء 4 فبراير 1942.
" نحن فاروق الأول ملك مصر تقديرا منا لمصالح بلدنا فأننا هنا نتنازل عن العرش ونتخلى عن أي حق فيه لأنفسنا ولذريتنا، ونتنازل عن كل الحقوق والامتيازات والصلاحيات التي كانت عندنا بحكم الجلوس على العرش، ونحن هنا أيضًا نحل رعايانا من يمين الولاء لشخصنا "
صدر في قصر عابدين في هذا اليوم الرابع من فبراير 1942.

الملك فاروق مع إحدى الوزارات المشكلةيحكي السفير البريطاني انه عندما وضع وثيقة التنازل أمام فاروق 'تردد الملك لثوان'. وأحسست للحظة انه سوف يأخذ القلم ويوقع، لكن رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا تدخل باللغة العربية وقال شيئا للملك ثم توقف الملك وبدا عليه نوع من الهلع وقد نظر إلي وسألني بطريقة محزنة ومن دون أي ادعاءات مما كان يتظاهر به من قبل 'إذا كان في الإمكان إعطاؤه فرصة أخرى أخيرة'. وقلت له: إنني لا بد أن اعرف فورا ومن دون مراوغة ما الذي ينوي عمله ؟ وأجاب بأنه سوف يستدعي 'النحاس' على الفور وزاد فاقترح أن يدعو النحاس في وجودي إذا أردت وأن يكلفه على مسمع مني بتشكيل الوزارة سألته: هل يفهم بوضوح انه يجب أن تكون وزارة من اختيار النحاس وحده؟ فقال أنه يفهم. وقلت له إنني على استعداد لأن أعطيه فرصة أخيرة لأني أريد أن أجنب بلاده تعقيدات قد لا تكون سهلة في هذه الظروف، ولكن عليه أن يدرك أن تصرفه لا بد أن يكون فوريا. فقال مرة أخرى وبصوت مشوب بالانفعال انه يستوعب ان ضرورات محافظته على شرفه وعلى مصلحة بلاده تقتضي ان يستدعي النحاس فورا وعلى هذا الأساس وافقت.
رأى فاروق في وزارة النحاس تحديا سافرا لسلطته، ولم يسترح حتى طرد هذه الحكومة في 8 أكتوبر 1944م ولم يعترض الإنجليز على طردها بهذه الصورة؛ لأن الغرض منها قد استنفد ولم يعد هناك حاجة لبقائها. لقد أغضب الحادث عددا من الضباط وذهب ضابط برتبة صاغ (رائد) إلى حد تقديم استقالته احتجاجا وغضبا لأنه لم يتمكن من حماية ملكه الذي اقسم له يمين الولاء. وقد شكر المسؤولون في قصر عابدين مشاعره ورفضوا تسلم استقالة هذا الضابط الذي كان اسمه محمد نجيب والذي كان فيما بعد قائد أنقلاب 23 يوليو 1952 التي قدمت لفاروق وثيقة تنازله الثانية ولكن هذه المرة وقعها وخرج من البلاد.


حادث القصاصين

السيارة التي أهداها هلتر للملك فاروق بمناسبة زواجهفي عصر يوم 15 نوفمبر 1943 كان الملك فاروق يقود السيارة التي اهداها له هتلر بسرعة كبيرة بجوار ترعة الإسماعيلية عائدا من رحلة صيد وفوجئ بمقطورة عسكرية إنجليزية، وكانت قادمة من بني غازي وقد انحرفت يسارا فجأة وسدت الطريق أمامه لكي تدخل المعسكر، وقام الملك بالانحراف لتفادى السقوط في الترعة، واصطدمت مقدمة المقطورة بسيارته وطارت عجلاتها الامامية، وحطمت الباب الامامى ووقع الملك فاروق وسط الطريق.
كاد يؤدى بحياة الملك، وتم نقله إلى داخل المعسكر لإسعافه، ثم حملته السيارة الملكية إلى المستشفى العسكري القريب في القصاصين، وقامت الطبيبة الإنجليزية بفحص الصدر والبطن وأشار الملك إلى موضع الألم وقال: عندى كسر في عظمة الحوض اسفل البطن!!
رغم ألمه الشديد كان سعيدا حينما شاهد ضباطا وجنودا مصريين من الجيش المرابط في المنطقة، وقد أسرعوا من تلقاء انفسهم وأحاطوا بالمستشفى لحراسته، وتم إبلاغ القصر الملكى وحضر الجراح علي باشا إبراهيم بالطائرة من القاهرة، وكان أحد كبار الجراحين الإنجليز قد عرض اجراء العملية بصفة عاجلة، ولكن الملك فضل انتظار الجراح المصري رغم خطورة إصابته.
وسرعان ما انتشر الخبر في أرجاء مصر وزحفت الجماهير بالالوف وأحاطت بمستشفى القصاصين طوال إقامة الملك به بعد الجراحة الخطيرة التي ظل يعانى من آثارها طوال حياته وسببت له السمنة المفرطة بعد ذلك. وسرت شائعات بأن الحادث كان مدبرا للتخلص من الملك فاروق بسبب تفاقم الخلاف الحاد بينه وبين السفير البريطانى السير مايلز لامبسون بعد حادث 4 فبراير 1942، ولكن الملك نجا بأعجوبة.

حياته الخاصة
حول الملك فاروق تقول الدكتورة لوتس عبد الكريم وهي صديقة مقربة من ملكة مصر السابقة فريدة المطلقة من فاروق: لم يكن فاسدا كما قيل وانتشر على نطاق واسع، فعرفت من شقيقي الملكة فريدة، سعيد وشريف ذو الفقار إن ذلك غير صحيح بالمرة، فلم يرياه يشرب الخمر إطلاقا، لكن ربما لعب القمار. وتابعت: هذا أيضا ما قالته لي الملكة فريدة التي نفت عنه أنه كان زير نساء كما صورته الصحافة والسينما والدراما، فلم تكن هذه الأمور من اهتماماته أو من حقيقة حياته الشخصية.
ورغم الطلاق وصفته الملكة فريدة بأنه كان أبيض القلب، حنونا للغاية، ولم يكن زير نساء يحيط نفسه بالعشيقات والفنانات كما أفاضت القصص الصحفية في ذلك، ولا يشرب الخمر على عكس كل ما كتب عنه، فقد كان يكره رائحتها، خلافاً لما نشرته عنه بعض كتاب الصحف كمصطفى أمين وإحسان عبد القدوس.
يقول الأستاذ صلاح عيسى عن فترة حكم الملك فاروق: اللافت في فترة حكم فاروق عموماً وفي أواخر عهده عدم استقرار الحكم, وعدم تطبيق الدستور وكثرة التدخل في الانتخابات, ووقع في كرهه لحزب الوفد (حزب الأغلبية) ونحالف مع الأحزاب الصغيرة كالسعديين والدستوريين هذا إلى جانب نشاط البوليس السري في ملاحقة السياسيين واغتيال حسن البنا على أيديهم. بعد أن قام الإخوان المسلمين اغتيال سياسيين أحزاب في ذلك الوقت.

إقصاؤه عن العرش
برواز محطم يحمل صورة الملك فاروق خلال الثورةأطاحت حركة الضباط الأحرار بعرشه مجموعة من الضباط صغار السن نسبياً بقيادة اللواء محمد نجيب سميت بالحركة المباركة ثم فيما بعد بثورة يوليو 1952، ويرى البعض أن الملك فاروق الأول رفض الاستعانة بالحرس الملكي والذي كان له الأفضلية في التسليح أو بالقوات البريطانية التي عرضت المساعدة عليه لإخماد الحركة العسكرية في مهدها حيث فضل فاروق الأول ملك مصر والسودان التنازل عن العرش لإبنه فؤاد الثاني وذلك لحقن دماء المصريين والذي كان دائما يراهن على حب المصريين له ولاعتقاده أن ما يحدث مجرد أمر عارض وان الشعب سوف يقف بجانبه لأنه ملك محبوب ومتواضع [بحاجة لمصدر] وزعيم عربي أسس الجامعة العربية برأيه قمة أنشاص: الإسكندرية، مصر (28-29 مايو 1946) إلا أن الأوضاع العامة في مصر ساعدت الحركة العسكرية التي أحست أن الشعب المصري وجيشه ضاق بهما الفساد والاقطاعيه، خصوصاً بعد فوز اللواء نجيب بانتخابات نادي الضباط في يناير 1952. بذلك أصبح الطريق مفتوحا لها للسيطرة على الحكم وقيادة الجيش بدون أي مقاومة تذكر ونفي على أثر ذلك إلى إيطاليا في 26 يوليو 1952، ولم يعد إلى مصر إلا بعد وفاته.
على صعيد آخر يرى آخرون أن الملك قد حاول فعلاً اللجوء للإنجليز من خلال اتصالات مكثفة تمت في اليوم الأول للثورة كما تذكر بعض الوثائق الإنجليزية المفرج عنها وأنهم لم يهرعوا لمساندته كما فعلوا مع جده الخديوي توفيق لتغير الظروف الدولية وعدم رغبة القوى العظمى الجديدة في استمرار نفوذ الإنجليز في المنطقة فخرج الملك من مصر بدون دعم واضح من السياسيين ولا طبقات الشعب المختلفة وسقط نظامه على يد مجموعة من الضباط الصغار في 3 أيام وذلك بسبب ما أسماه الأستاذ هيكل في حديثه على قناة الجزيرة ضعف مؤسسات الدولة وتآكلها وتطلع المصريين لقائد جديد.
سرعان ما ألغي الضباط الأحرار الملكية تماما وتحول نظام الحكم في مصر من ملكي إلى جمهوري أواخر عام 1953. بعد الثورة تدخل بعض ضباط الجيش في الحياة السياسية والاقتصادية ويرى البعض أن مصر أصبحت بيديهم دولة بوليسية بعدما تحولة الاجهزه الأمنيه من مواجهة إسرائيل الي استبداد الشعب. وتم إنهاءالحياة النيابيه ثم تم عزل محمد نجيب عن رئاسة الجمهورية نتيجة ميوله الديمقراطية ثم سيطرة نفوذ بعض العسكريين داخل الدولة مع قلة خبراتهم السياسية ثم تم فصل السودان عن مصر.
بينما يرى آخرون أن كل التحولات الجذرية في تاريخ الشعوب مرت بأخطاء لا تقلل من حجم ما قدمته لأبناء وطنها من سيطرة على مقدرات الوطن وهو ما قدمته الثورة لمصر من استقلال (وهو حلم ظل يراود المصريين لقرون) وتقدم إجتماعي وتحويل الاقتصاد المصري من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد يقوم على العديد من الصناعات التحويلية.
نص الإنذار الموجه إلى الملك فاروق
من الفريق أركان حرب محمد نجيب باسم ضباط الجيش ورجاله :
إلى الملك فاروق الأول
أنه نظراً لما لاقته البلاد في العهد الأخير من فوضى شاملة عمت جميع المرافق نتيجة سوء تصرفكم وعبثكم بالدستور وامتهانكم لإرادة الشعب حتى أصبح كل فرد من أفراده لا يطمئن على حياته أو ماله أو كرامته. ولقد ساءت سمعة مصر بين شعوب العالم من تماديكم في هذا المسلك حتى أصبح الخونة والمرتشون يجدون في ظلكم الحماية والأمن والثراء الفاحش والإسراف الماجن على حساب الشعب الجائع الفقير.
ولقد تجلت آية ذلك في حرب فلسطين وما تبعها من فضائح الأسلحة الفاسدة وما ترتب عليها من محاكمات تعرضت لتدخلكم السافر مما أفسد الحقائق وزعزع الثقة في العدالة وساعد الخونة على ترسم هذا الخطأ فأثرى من أثرى وفجر من فجر وكيف لا والناس على دين ملوكهم.
لذلك قد فوضني الجيش الممثل لقوة الشعب أن أطلب من جلالتكم التنازل عن العرش لسمو ولي عهدكم الأمير أحمد فؤاد على أن يتم ذلك في موعد غايته الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم السبت الموافق 26 يوليو 1952 والرابع من ذي القعدة سنة 1371 ومغادرة البلاد قبل الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه.
والجيش يحمل جلالتكم كل ما يترتب على عدم النزول على رغبة الشعب من نتائج.
فريق أركان حرب محمد نجيب
الإسكندرية في يوم السبت 4 من ذي القعدة 1371هـ 26 يوليو سنة 1952 ميلادية

تنازله عن العرش
صورة من وثيقة تنازل الملك فاروق عن عرش مصرطالب الملك فاروق أن يحافظ على كرامته في وثيقة التنازل عن العرش، فطمأنه علي ماهر باشا وذكر له انها ستكون على مثال الوثيقة التي تنازل بها ملك بلجيكا عن عرشه، أتصل علي ماهر بالدكتور عبد الرازق السنهوري طالباً منه تحرير وثيقة التنازل.
أعدت الوثيقة وعرضت على محمد نجيب فوافق عليها، واقترح جمال سالم إضافة عبارة (ونزولاً على إرادة الشعب) على صيغة الوثيقة وتم تكليف سليمان حافظ بحمل الوثيقة وتوقيعها من الملك. استقبله الملك فاروق وقرأها أكثر من مرة، واطمأن للشكل القانوني لها وأراد إضافة كلمة (وإرادتنا) عقب عبارة ونزولاً على إرادة الشعب، لكنه أفهمه أن صياغة الوثيقة في صورة أمر ملكي تنطوي على هذا المعنى، وأنها تمت بصعوبة كبيرة ولا تسمح بإدخال أي تعديل، وكان الملك في حالة عصبية سيئة.
يذكر أن الملك فاروق وقع مرتين على الأمر الملكي مرة بجانب اسمه (أعلى الوثيقة) والمرة الثانيه في نهاية الأمر الملكي، ذهب البعض إلى أن الحالة العصبية السيئة التي كان عليها هي التي جعلته ينتحي هذا التصرف، ولكن البعض يقول أن العادة جرت على أن يوقع الملك فوق اسمه ثم يوقع تحت الأمر الملكي.
نص التنازل عن العرش:
أمر ملكي رقم 65 لسنة 1952
نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان
لما كنا نتطلب الخير دائما لأمتنا ونبتغي سعادتها ورقيها
ولما كنا نرغب رغبة أكيدة في تجنيب البلاد المصاعب التي تواجهها في هذه الظروف الدقيقة
ونزولا على إرادة الشعب.
قررنا النزول عن العرش لولي عهدنا الأمير أحمد فؤاد وأصدرنا أمرنا بهذا إلى حضرة صاحب المقام الرفيع علي ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء للعمل بمقتضاه.
صدر بقصر رأس التين في 4 ذي القعدة 1371 هـ (26 يوليو 1952).

مغادرته مصر
الملك فاروق وناريمان والأمير أحمد فؤاد لدى وصولهم إلى ميناء نابوليفي تمام الساعة السادسة وأحد وعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق قصر رأس التين بالإسكندرية مرتدياً لباس أمير البحر على ظهر اليخت الملكي المحروسة بقيادة جلال علوبة (وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم) وقد تعهد بأن يقوم بإعادة المحروسة فور نزولة في ميناء نابولي، وكان في وداعه علي ماهر باشا والسفير الأمريكي كافري وأصيلة صادق والدة الملكة ناريمان وإثنان من إخواته الأميرة فايزة والأميرة فوزية وأطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية الملك فاروق، وتم إنزال ساريه العلم الملكي. وقد وصل اللواء محمد نجيب متأخرا وذلك بسبب الإزدحام ومعه أحمد شوقي وجمال سالم وحسين الشافعي وإسماعيل فريد ولحقوا بالمحروسة في عرض البحر.
يقول محمد نجيب في مذكراته: جئت متاخراً لوداع الملك بسبب ازدحام الطريق وكانت المحروسة في عرض البحر، فأخذت لنشاً حربياً دار بنا دورة كاملة كما تقتضي التقاليد البحرية وصعدت للمحروسة وكان الملك ينتظرني، أديت له التحية فرد عليها، ثم سادت لحظة صمت بددتها قائلا للملك لعلك تذكر أنني كنت الضابط الوحيد الذي قدم استقالته من الجيش عقب حادث 4 فبراير 1942 احتجاجاً. فرد الملك: نعم أذكر. قلت له: حينئذ كنت مستعداً أن أضحي برزقي وبرقبتي في سبيلك، ولكن ها أنت ترى اليوم أنني نفسي أقف على رأس الجيش ضدك. فرد فاروق: إن الجيش ليس ملكي وإنما هو ملك مصر، ومصر وطني، واذا كان الجيش قد رأى أن في نزولي عن العرش ما يحقق لمصر الخير، فإني أتمنى لها هذا، وقال له "أنتم سبقتموني بما فعلتوه فيما كنت أريد أن أفعله"!!! وقال: إن مهمتك صعبة جدا، فليس من السهل حكم مصر. وكانت هذه آخر كلماته.
لاحظ الملك فاروق أن جمال سالم يحمل عصاه تحت إبطه وأمره قائلاً "أنزل عصاك أنت في حضرة ملك" مشيرا إلى ابنه الرضيع الملك أحمد فؤاد الثاني. ولقد اعتذر محمد نجيب منه على تصرف جمال سالم. يذكر أن الضباط الأحرار كانوا قد قرروا الاكتفاء بعزله ونفيه من مصر بينما أراد بعضهم محاكمته وإعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها.

حياته في المنفى

يرى البعض أنه عاش حياة البذخ والسهر في منفاه، وأنه كان له العديد من العشيقات منهم الكاتبة البريطانية باربرا سكلتون، إلا أن آراء أخرى ترى أن فاروق كان محبا مخلصا لوطنه وشعبة.
يروى عن الملكة فريدة وكذا ابنته فريال أن الملك فاروق لم يكن يملك الشئ الكثير بعد أن أخرجته ثورة يوليو من مصر وأثبت شهود العيان في المحكمة التي عقدتها الثورة لمحاكمة حاشية فاروق ومعاونيه بعد خروجه من مصر أن الملك السابق حمل معه إلى إيطاليا 22 حقيبة بها ملابسه وزوجته ناريمان وملابس الأميرات الصغيرات بالإضافة إلى مبلغ 5000 جنيه مصري علماً بأن حسابه البنكي في سويسرا كان به 20 ألف جنيه. بعد أقل من عامين في المنفى طلبت الملكة ناريمان الطلاق من فاروق وسافرت إلى مصر دون إذنه، وأذنت لها حكومة الثورة بذلك وأعلن عن الطلاق أمام محكمة الأحوال المدنية وفي الصحف الرسمية.طلب فاروق أن يحل ضيفاً على إمارة موناكو وبالفعل عاش فيها معظم سنوات المنفى ومنحه الأمير رينينه جنسية موناكو وجواز سفر دبلوماسي عام 1960 قبل وفاته بخمس سنوات.
وكشفت ابنته الكبرى الأميرة فريال في برنامج تليفزيوني مع محطة mbc في سبتمبر 2007 أن والدها كان يتلقى إعانات مالية سنوية من الأسرة المالكة السعودية نظراً للصداقة التي كانت تربطه بمؤسس المملكة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.

وفاته
الملك فاروق في المنفىتوفي الملك فاروق في ليلة 18 مارس 1965، في الساعة الواحدة والنصف صباحاً، بعد تناوله لعشاء دسم في مطعم ايل دي فرانس الشهير بروما وقد قيل أنه اغتيل بسم الاكوانتين‏ (بأسلوب كوب عصير الجوافة) على يد إبراهيم البغدادي أحد أبزر رجال المخابرات المصرية. وقد أصبح فيما بعد محافظا للقاهرة‏. والذي عمل جرسوناً بنفس المطعم، بتكليف من القيادة السياسية والتي كانت تخشى تحقق شائعة عودته لمصر وهذا ما نفاه إبراهيم البغدادي.
في تلك الليلة أكل الملك فاروق وحده دستة من المحار وجراد البحر وشريحتين من لحم العجل مع بطاطس محمرة وكمية كبيرة من الكعك المحشو بالمربي والفواكه‏.‏ بعدها شعر بضيق في التنفس واحمرار في الوجه ووضع يده في حلقه‏، وحملته سيارة الإسعاف إلى المستشفى وقرر الأطباء الإيطاليين بأن رجلاً بديناً مثله يعاني ضغط الدم المرتفع وضيق الشرايين لابد أن يقتله الطعام‏.‏
بينما روت اعتماد خورشيد في مذكراتها اعتراف صلاح نصر لها بتخطيطه لعمليه القتل. ولكن لم تتم تحقيقات رسميه في الجريمة، ورفضت أسرة الملك تشريح جثته مؤكدة انه مات من التخمة‏. ربما لحرصهم ان تنفذ وصيه الملك بأن يدفن في مصر، وقد رفض جمال عبد الناصر هذا الطلب آنذاك، إلا أن الحاح من الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود بأن يدفن في مصر قد سمح بذلك واشترط جمال عبدالناصر أن لا يدفن في مدافن مسجد الرفاعي.
ونقل جثمانه إلى مصر في منتصف الليل ودفن في جامع إبراهيم باشا بتكتم شديد، إلا أن الرئيس السادات قد سمح بذلك في وقت لاحق، وتم نقل رفاته ليلا وتحت حراسة أمنية إلى المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي في القاهرة ودفن بجانب أبيه الملك فؤاد وجده الخديوي إسماعيل.


بعد فترة حكمه
بعد جلاء القوات البريطانية عن مصر في 19 أكتوبر 1954، ما لبث أن اصطدم النظام الجديد بجميع المعارضين السياسيين وعلى رأسهم الشيوعيون وجماعة الإخوان المسلمين. اعتقل الآلاف من أعضاء تلك الجماعات، وعقدت لهم محاكمات عسكرية وحكم بالإعدام على عدد منهم. وامتدت المواجهات إلى النقابات المختلفة؛ فقد تم حلّ مجلس نقابة المحامين في 26 ديسمبر 1954، ثم تلتها نقابة الصحفيين في عام 1955.[1] كما ألغى الحياة النيابية والحزبية ووحد التيارات في الاتحاد القومي عام 1959 ثم الاتحاد الاشتراكي بعام 1962.

في 26 سبتمبر 1962 أرسل القوات المسلحة المصرية إلى اليمن لدعم الثورة التقدميه في الجنوب العربي التي قامت على غرار الثورة المصرية ومحاكاة لها وأيدت المملكة السعودية الأمام اليمني المخلوع خوفا من امتداد الفكر التقدمي إليها وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية السعودية، ويدعي معارضو عبد الناصر بان ذلك كان له أثره السيئ في إضعاف قوتها العسكرية وانتشار الفساد، وكانت من عواقبها الوخيمة تلك الخساره العسكرية الفادحة التي منيت بها القوات المسلحة في حرب 1967. ففي يونيو 1967 قصف سلاح الطيران الإسرائيلي جميع المطارات العسكرية لدول الطوق واستطاع تدمير سلاح الطيران المصري على الأرض، وقتل الآلاف من الجنود المصريين في انسحاب الجيش غير المخطط له من سيناء مما أدى إلى سقوط شبه جزيرة سيناء.
على صعيد آخر يرى آخرون أن مصر شهدت في السنوات التي تلت حكم الملك فاروق مشروع للنهضة تمثل في إنشاء المصانع وإدخال الصناعات الحديثة والقضاء على الاقطاعيه وازدياد التعليم والتوسع فيه باطراد وتأميم قناة السويس وتفعيل الدور القيادي المصري إقليمياً وعالمياً وسيطرة اهل مصر على شئون الحكم والاقتصاد وهو ما لم يحدث منذ عهد جده محمد علي باشا.


تشويه ذكري الملك فاروق
بعد انقلاب يوليو ١٩٥٢، تم ا إخفاء سيره الملك فاروق وحكام أسره محمد علي في الاعلام ومؤسسات التعليم الرسميه، كاثبات وجود العهد الجمهوري الجديد، ولتوثيق الشرعيه لقائدي الثوره، وهكذا ألصقت بالملك فاروق صوره السكير العربيد، وتباري الكتاب في وصف مغامراته النسائيه المزعومه، فألف مصطفي أمين علي سيبيل المثال كتابه (ليالي فاروق). وتم تغير أسماء الشوراع والمباني التي تحمل اسم الملك، كجامعه الملك فاروق (جامعه الاسكندريه)، والعديد من المدارس والمؤسسات الخيريه التي كانت تحمل أسماء افراد أسره محمد علي. وقدمت الاعمال الفنيه في السينما والتليفزون صورة غير صحيحة عن تلك الشخصية التاريخية، وبعضها كان كوميديا يقترب من الصورة الكاريكاتورية.

إحياء ذكرى الملك فاروق
في العام 2007 تم بث مسلسل تليفزيوني من إنتاج سعودي يحمل اسم الملك في شهر رمضان علي قناه الMBC مسلسل الملك فاروق. وعني المسلسل بتنقيح شخصية الملك فاروق، من دون المغالطات التاريخية، وذلك من خلال استعراض تاريخ مصر في تلك الفترة من خلال رؤية المؤلفة والمنتجين. استطاع المسلسل الدرامي أن يثير مناقشات واسعة وآراء جديده حول شخصيه الملك ومن ثم شغفا متزايدا بين الشباب المصري لمعرفه الجوانب الشخصية في حياة الملك. وأنشأت بالتالي بعض مجموعات علي الشبكة الاجتماعيه فيسبوك بهدف تجميع صور ووثائق وأخبار فترة الملكيه في مصر. ثم اهتمت بعض محطات التليفزيون العربية بإجراء مقابلات اعلاميه مع أفراد عائله الملك فاروق.




فترة الحكم26 يوليو1952 - 18 يونيو1953
وُلد16 يناير1952وُلد في القاهرة، مصرسبقه فاروق الأول تبعه
مجلس قيادة الثورة - محمد نجيب العائلة الملكيةالأسرة العلويةالأب فاروق الأول الأم الملكة ناريمان


الملك أحمد فؤاد الثاني (16 يناير1952 -)، ملك مصر من 26 يوليو1952 إلى إعلان الجمهورية في 18 يونيو1953

هو ابن الملك فاروق من زوجته الثانية الملكة ناريمان، وتحقق بمولده أمنيه والده بإنجاب ولد ذكر كي يرث العرش، وقام بمنح الطبيب الذي أشرف على عملية الولادة لقب الباشوية. وبعد ميلاده دوت في ليل القاهرة طلقات المدفعية إعلانًا عن مولد أول طفل ذكر للملك فاروق قبل موعد ولادته الطبيعية بشهر واحد، وأعلنه وليًا للعهد، وهذا ما جعل من الأمير محمد علي باشا توفيق يبكي بعد أن سمع طلقات المدفع وعرف إن عرش مصر ذهب بعيدًا عنه بعد أن كان وليًا للعهد منذ تولي فاروق الحكم. كما إن الأمير محمد عبد المنعم شعر بذات المشاعر خصوصًا إنه كان يعتبر الثالث بترتيب العرش بسبب السن حيث كان حينها بالثانية والخمسين من العمر، بينما كان محمد علي باشا توفيق بعمر الخامسة والسبعين.

الأحداث بعد مولده
بعد عشرة أيام من مولده إندلعت أحداث القناة وذلك من خلال مواجهات شرسة بين القوات البريطاني ورجال الشرطة المصريين في الإسماعيلية، وفى اليوم التالي إندلعت حرائق في القاهرة، وبعد خمسة شهور فقط من مولده قامت ثورة يوليو والتي أدت إلى خلع والده الملك فاروق.

ملكًا صوريًا على مصر
تنازل له والده الملك فاروق عن العرش تحت ضغط الضباط الأحرار قادة ثورة يوليو في 26 يوليو1952، وغادر بصحبة والده مصر إلى إيطاليا على متن يخت المحروسة. وشكلت لجنة الوصاية على العرش المكونة من الأمير محمد عبد المنعموبهي الدين باشا بركات والقائمقام رشاد مهنا وذلك إلى تاريخ إعلان الجمهورية في 18 يونيو1953.
دراسته وحياته

عاش أخواته الثلاث في سويسرا، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة عامة، وحصل على شهادة الثانوية الفرنسية من مؤسسة روزي في سويسرا، أكمل بعدها دراسته الجامعية في جامعة جنيف في تخصص العلوم السياسية والاقتصاد. انتقبل بعد زواجه إلى العاصمة الفرنسيةباريس وعمل مستشارًا ماليًا واقتصاديًا لشركات فرنسية وأجنبية.
رد الرئيس المصريمحمد أنور السادات جوازات السفر المصرية له ولعائلته بعد أن نزعت عنهم الجنسية المصرية لفترة طويله، وهكذا تمكن من زياره مصر مرات عديده.
أسرته


تزوج من الفرنسيةدومينيك فرانس بيكار، وهي يهوديةاعتنقت الإسلام ولقبت بالملكة فضيلة، وأنجبا:

  • محمد علي (ولد في القاهرة بعام 1979 بناء علي موافقة من الرئيس محمد أنور السادات الذي وافق علي مجئه وزوجته لتتم ولادة ابنه في القاهرة).
  • فوزية لطيفة (ولدت في موناكو عام 1982).
  • فخر الدين (ولد عام 1987 في الدار البيضاء بالمغرب بدعوة شخصية من ملك المغرب الحسن الثاني).
وبعد أن دبت الخلافات بينهما أصدرت محكمة سويسرية حكمًا بطلاقهما في 9 مايو2006، إلا أن فضيلة إستئنفت الحكم وطالبت ببطلان حكم الطلاق، إلا أن محكمة الاستئناف السويسرية رفضت الطلب، وأكد ذلك قرار المحكمة الفيدرالية الذي صدر في 16 يوليو2007. وفي 18 أغسطس2008 صدر القرار النهائي للطلاق حيث تم تأكيده أصبح ملزمًا


احمد فؤاد الثاني
فترة الحكم 26 يوليو 1952 - 18 يونيو 1953
وُلد 16 يناير 1952
سبقه فاروق الأول
تبعه مجلس قيادة الثورة - محمد نجيب
العائلة الملكية الأسرة العلوية
الأب فاروق الأول
الأم الملكة ناريمان
أحمد فؤاد الثاني (16 يناير 1952 -)، ملك مصر من 26 يوليو 1952 إلى إعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953.
هو ابن الملك فاروق من زوجته الثانية الملكة ناريمان، والذي كان يحلم فاروق بإنجابه منذ جلوسه علي العرش. تنازل له والده فاروق الأول عن العرش تحت ضغط الانقلاب العسكري في 26 يوليو 1952 وتشكلت لجنة الوصاية على العرش من الأمير محمد عبد المنعم وبهي الدين باشا بركات والقائمقام رشاد مهنا إلى أن أعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953.
وقد تلقي تعليما عاليا في سويسرا، ومر بأزمات مالية خاصة بعد رحيل والده الملك فاروق ونفاد مدخراته. عمل فترة في مجال العقارات في فرنسا، ويعيش حاليا في سويسرا. وقد رد الرئيس المصري محمد أنور السادات جوازات السفر المصرية له ولعائلته، بعد أن نزعت عنهم الجنسيه المصرية لفترة طويله، وهكذا تمكن من زياره مصر مرات عديده.
ميلاده

من أجل ولى العهد تزوج الملك فاروق مرتين الأولى من الملكة فريدة التي انجبت له ثلاث بنات هن فريال وفوزية وفادية، ثم تزوج من الملكة ناريمان التي انجبت له يوم 16 يناير 1952 الامير أحمد فؤاد لتحقق بمولده أمنية الملك فاروق، لكن الولى ابصر العالم من مخمله الذهبى قي قصر عابدين عن دنيا مختلفة عن تلك التي ارادها له والده أو التي سعى إلى تأسيسها جدوده بدأ من الوالى محمد على بداية القرن التاسع عشر.


أحمد فؤاد الثاني قي يوم 16 يناير 1952 دوت قي ليل القاهرة الساكن طلقات المدفعيه حيث تم إطلاق 101 طلقه قي الساعة السادسه والثلث صباحا اعلانا عن مولد اول طفل لفاروق قبل موعد ولادته الطبيعية بشهر واحد هو الامير أحمد فؤاد.

كان وقــع الخبــر على الملك سـعيدا واقترب بعد الولادة من ناريمان واخذ يديها وقبلها وقال لها حسنا فعلت يا نانى وهو اللقب الذي كان يطلقه عليها وبعد ولادة ولى العهد تغير فاروق وكان ينام بالقرب من سرير ناريمان حتى يكون قريبا من الامير الصغير كان وزن ملك المستقبل 7 ارطال وربع الرطل والطبيب الذي اشرف على عملية الولادة منحه الملك لقب الباشوية.
كانت فرحة فاروق بولي العهد أكبر من أي فرحة عاشها وسعادة ناريمان كذلك حيث بدا زوجها قي صوره مختلفه عن ذى قبل واسرف قي تدليل ناريمان كما بالغ قي العنايه بولى العهد الجديد وأصبح شديد الالتصاق بالملكة عقب الولادة واغدق عليها الهدايا وزادت الساعات التي كان يقضيها قي حجرة الامير الصغير كانت مشاعر طبيعية تعبر عن أبوه جارفه.

ورغم أن مولد ولى العهد كان حدثا سعيدا الا انه جعل الامير محمد على (75 عاما)يبكي بعد أن سمع من داخل قصره المنيف بالمنيل طلقات المدفع لحظتها عرف ان ملك مصر ذهب بعيدا عنه حيث ان الامير محمد على كان وليا للعهد ورقم 2 بعد فاروق نفس المشاعر شعر بها ابن عم فاروق الامير محمد عبد المنعم والذي كان يبلغ من العمر 52 عاما وترتيبه قي خلافه الملك رقم 3 وتأكد الكل ان ولى العهد الجديد هو ملك مصر القادم.

ورغم الدعاء لولى العهد من فوق المنابر، وفرحة البسطاء والمثقفين قي ارجاء القطر المصري وتسمية الالف المواليد باسم أحمد طمعا قي مكرمة ملكية، إلا أن نذر الثورة كانت قد بدأت فعليا، فبعد عشرة ايام فقط من من مولد فؤاد اندلعت احداث القناة من خلال مواجهات شرسة بين قوات الاحتلال ورجال الشرطة المصريين قي الإسماعيلية، وفى اليوم التالى احترقت القاهره لتقلص فرص الولى قي ان يعتلى عرشة من بعد ابيه، وبعد خمسة شهور فقط من مولده قامت ثورة يوليو لينجح رجالها قي إخراج الملك فاروق من مصر على متن يخته المحروسة، مع موافقة الثوره على ابقاء أحمد فؤاد الذي استمر ملكا رضيعا تحت الوصايه حتى اعلان قيام الجمهورية قي 18 يونيو 1953.

زواجه

تزوج من الفرنسية دومينيك فرانس لوب بيكار، وهي مسيحية اعتنقت الإسلام وأصبحت الملكة فضيلة. وقد إنفصلت عنه عام 1996 تقريباً. وتم الطلاق النهائي بينهما في سبتمبر 2008.

الأبناء

محمد علي (1979 -) ولد في القاهرة بناء علي موافقة من الرئيس أنور السادات الذي وافق علي مجيء أحمد وزوجته لتتم ولادة ابنه في القاهرة.
فوزية لطيفة (1982 -) وشاركت عام 2001 في أحد عروض الأزياء الخيرية بباريس ضمن مجموعة من بنات الأسر الملكية في العالم.
فخر الدين (1987 -)، ولد في كازبلانكا بالمغرب بدعوة شخصية من الملك الحسن الثاني ملك المغرب.

1952
إلى إعلان
الجمهورية في 18 يونيو 1953
ولد في القاهرة 1951 تنازل له والده فاروق عن العرش تحت
ضغط الثورة في يوليو 1952 وتشكلت لجنة الوصاية
على العرش من الأمير محمد عبد المنعم
وبهي الدين باشا بركات والقائدمقام رشاد مهنا
إلى أن أعلنت الجمهورية في 18 يونيو
1953


منصب سياسيسبقه
فاروق الأول
ملك مصر (اسميًا)
1952 - 1953تبعه
انتهى حكم العائلة وتحولت مصر إلى جمهورية







محمد نجيب
أول رئيس لمصر الجمهورية
في المنصب 18 يونيو 1953 - 14 نوفمبر 1954
سبقه الملك فاروق / أحمد فؤاد الثاني (ملك صوري)
خلفه جمال عبد الناصر
تاريخ الميلاد 7 يوليو 1902 (مذكرات) / 19 فبراير 1901 (تسنين)
مكان الميلاد الخرطوم، السودان
تاريخ الوفاة 28 أغسطس 1984 (82 عاما)
مكان الوفاة القاهرة، مصر
اللواء أركان حرب محمد نجيب (1901 - 1984) سياسي وعسكري مصري، هو أول رئيس لمصر الجمهورية، لم يستمر في سدة الحكم سوى فترة قليلة بعد إعلان الجمهورية (يونيو 1953 - نوفمبر 1954) حتى عزله مجلس قيادة الثورة ووضعه تحت الإقامة الجبرية بقصر كان ملكاً لزينب الوكيل زوجة مصطفى النحاس باشا بضاحية المرج شرق القاهرة. بعيداً عن الحياة السياسية لمدة 30 سنة، مع منعه تمامًا من الخروج أو مقابلة أي شخص من خارج أسرته، حتى أنه ظل لسنوات عديدة يغسل ملابسه بنفسه، وشطبوا اسمه من كتب التاريخ والكتب المدرسية، وفي سنواته الأخيرة نسي كثير من المصريين أنه لا يزال على قيد الحياة حتى فوجئوا بوفاته. وكان أول حاكم مصري يحكم مصر حكماً جمهورياً بعد أن كان ملكياً بعد قيادته ثورة 23 يوليو الذي انتهت بخلع الملك فاروق. أعلن مباديء الثورة الستة وحدد الملكية الزراعية. وكان له شخصيته وشعبيته المحببة في صفوف الجيش المصري والشعب المصري. حتي قبل الثورة لدوره البطولي في حرب فلسطين.


نشأته


ولد محمد نجيب بالسودان بساقية أبو العلا بالخرطوم، لأب مصري وأم سودانية اسمها "زهرة احمد عثمان"، اسمه بالكامل محمد نجيب يوسف قطب القشلان، يوجد تضارب حول تاريخ ميلاده، حيث أن التاريخ الرسمي لدى التسنين الذي قام به الجيش هو 19 فبراير 1901، وعادة لا يكون دقيقا، أما في مذكراته، فقد ذكر أن أحد كبار عائلته قال له أنه ولد قبل أحد أقربائه بأربعين يوما، وبالحساب وجد أن تاريخه ميلاده هو 7 يوليو 1902.

بدأ والده يوسف نجيب حياته مزارعا في قريته النحارية مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية في مصر، وهى بجوار قرية إبيارالشهيرة ثم التحق بالمدرسة الحربية وتفوق فيها, وبعد تخرجه شارك في حملات استرجاع السودان 1898, تزوج يوسف نجيب من سودانية وأنجب منها ابنه الأول عباس لكنها توفيت, فتزوج من السيدة "زهرة" ابنة الأميرالاي محمد بك عثمان في عام 1900, والأميرالاي محمد هو ضابط مصري تعيش أسرته في أم درمان واستشهد في أحدي المعارك ضد الثورة المهدية, وقد أنجب يوسف من السيدة زهرة ثلاثة أبناء هم محمد نجيب وعلي نجيب ومحمود نجيب, وأنجب أيضا ستة بنات. عندما بلغ محمد نجيب 13 عاما توفي والده, تاركا وراءه أسرة مكونة من عشرة أفراد، فأحس بالمسئولية مبكرا, ولم يكن أمامه إلا الاجتهاد في كلية جوردن حتي يتخرج سريعا.

حياته
محمد نجيب في المدرسة الحربيةتلقى محمد نجيب تعليمه بكتاب وادي مدني عام 1905 حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، انتقل والده إلى وادي حلفا عام 1908 فألتحق بالمدرسة الابتدائية هناك، ثم انتقل مع والده عام 1917 لضواحي بلدة وادي مدني بمديرية النيل الأزرق واكمل تعليمة الابتدائي وحصل على الشهادة الأبتدائية فيها، ثم التحق بكلية الغوردون عام 1913.

يقول محمد نجيب في مذكراته : " كنت طالبا في السنة الثانية بالكلية 1914 وجاء المستر سمبسون، مدرس اللغة الانجليزية، ليملي علينا قطعة إملاء جاء فيها: أن مصر يحكمها البريطانيون، فلم يعجبني ذلك. وتوقفت عن الكتابة. ونهضت واقفا وقلت له: لا يا سيدي مصر تحتلها بريطانيا فقط ولكنها مستقلة داخليا وتابعه لتركيا، فثار المدرس الانجليزي وغضب وأصر علي أن اذهب أمامه إلي مكتبه وأمر بجلدي عشر جلدات علي ظهري واستسلمت للعقوبة المؤلمة دون أن أتحرك أو أفتح فمي"
ذهب إلى مصر حيث حصل على الشهادة الابتدائية المصرية (أثناء دراسته في السنة النهائية بكلية غوردون) وعاد للخرطوم عام 1916.
بعد أن تخرج من الكلية التحق بمعهد الأبحاث الاستوائية لكي يتدرب علي الآلة الكاتبة تمهيدا للعمل كمترجم براتب ثلاثة جنيهات شهريا, وبعد التخرج لم يقتنع بما حققه وأصر علي دخول الكلية الحربية في القاهرة.
التحق بالكلية الحربية في مصر في أبريل عام 1917 وتخرج فيها في 23 يناير 1918، ثم سافر إلى السودان في 19 فبراير 1918 والتحق بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة، ومع قيام ثورة 1919 أصر علي المشاركة فيها علي الرغم من مخالفة ذلك لقواعد الجيش, فيسافر إلي القاهرة ويجلس علي سلالم بيت الأمة حاملا علم مصر وبجواره مجموعة من الضباط الصغار. ثم انتقل إلى سلاح الفرسان في شندي. وفد ألغيت الكتيبة التي يخدم فيها، فأنتقل إلى فرقة العربة الغربية بالقاهرة عام 1921.
حصل على شهادة الكفاءة، ودخل مدرسة البوليس لمدة شهرين، واحتك بمختلف فئات الشعب المصري، وتخرج وخدم في أقسام عابدين، مصر القديمة، بولاق، حلوان. عاد مرة أخرى إلى السودان عام 1922 مع الفرقة 13 السودانية وخدم في " واو " وفي بحر الغزال، ثم انتقل إلى وحدة مدافع الماكينة في " ملكال ".
انتقل بعد ذلك إلى الحرس الملكي بالقاهرة في 28 أبريل 1923، ثم انتقل إلى الفرقة الثامنة بالمعادي بسبب تأييده للمناضلين السودانيين. حصل على شهادة الباكلوريا عام 1923، والتحق بكلية الحقوق، ورقي إلى رتبة الملازم أول عام 1924، وكان يجيد اللغات الانجليزية والفرنسية والإيطالية والالمانية والعبرية، ورغم مسؤوليته فقد كان شغوفا بالعلم.

محمد نجيب في سلاح الحدودفي عام 1927 كان محمد نجيب أول ضابط في الجيش المصري يحصل على ليسانس الحقوق، ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929 ودبلوم آخر في الدراسات العليا في القانون الخاص عام 1931 وبدأ في إعداد رسالة الدكتوراه ولكن طبيعه عمله العسكري، وكثرة تنقلاته حال دون إتمامها.

وفي عام 1929 تعلم محمد نجيب درسا من مصطفى النحاس, فقد أصدر الملك فؤاد قراره بحل البرلمان لأن أغلبية أعضائه كانوا من حزب الوفد الذي كان دائم الاصطدام بالملك فتخفى في ملابس خادم نوبي، وقفز فوق سطح منزل مصطفى النحاس، وعرض عليه تدخل الجيش لإجبار الملك على احترام رأي الشعب، لكن النحاس قال له : أنأ أفضل أن يكون الجيش بعيدا عن السياسة, ,أن تكون الأمة هي مصدر السلطات,,,كان درسا هاما تعلم من خلاله الكثير حول ضرورة فصل السلطات واحترام الحياة النيابية الديمقراطية، وهو الدرس الذي أراد تطبيقه بعد ذلك عام 1954.
رقي إلى رتبة اليوزباشي (نقيب) في ديسمبر 1931، ونقل إلى السلاح الحدود عام 1934، ثم انتقل إلى العريش. كان ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936 ورقي لرتبة الصاغ (رائد) في 6 مايو 1938، ورفض في تلك العام القيام بتدريبات عسكرية مشتركة مع الإنجليز في مرسى مطروح.
عقب حادث 4 فبراير 1942 وهو الحادث الذي حاصرت خلاله الدبابات البريطانية قصر الملك فاروق لإجباره على إعادة مصطفى النحاس إلى رئاسة الوزراء أو أن يتنازل عن العرش. غضب محمد نجيب وكان وقتها برتبة صاغ (رائد) وذهب إلى حد تقديم استقالته احتجاجا وغضبا لانه لم يتمكن من حماية ملكه الذي اقسم له يمين الولاء، وقد شكر المسؤولون في قصر عابدين مشاعره ورفضوا تسلم استقالة.
رقي إلى رتبة القائمقام (عقيد) في يونيو 1944، وفي تلك السنة عين حاكما إقليميا لسيناء، وفي عام 1947 كان مسؤولا عن مدافع الماكينه في العريش، ورقي لرتبة الأميرالاي (عميد) عام 1948.
اشترك في حرب فلسطين عام 1948 ورغم رتبته الكبيرة فقد كان على رأس صفوف قواته فيها، وجرح 3 مرات وعمل قائدا لللواء الأول، ثم اللواء الثاني فالثالث فالرابع. وتعتبر معركة التبه (86) في دير البلح من أهم المعارك التي أشترك فيها في فلسطين وعددها (21) معركة، حيث أصيب إصابة بالغة كادت أن تودي بحياته.
عين قائدا لمدرسة الضباط العظام عام 1948، ثم سافر إلى فلسطين، حيث تسلم قيادة اللواء العاشر بالإضافة إلى الرابع مشاة، وعقب عودته عين قائدا لمدرسة الضباط العظام مرة أخرى عام 1949، وعين في العام نفسه مديرا لسلاح الحدود.
رقي إلى رتبة اللواء في 9 ديسمبر 1950، وأصطدم بالملك فاروق عام 1951 حين طلب منه ترقية حسين سري وكيل سلاح الحدود الذي يرأسه محمد نجيب فرفض ترقيته، فامتعض الملك منه، وقام بتعين حسين سري مديراً لسلاح الحدود بدلاً منه، وعين محمد نجيب مديراً لسلاح المشاة.
انتخب رئيسا لمجلس إدارة نادي الضباط في 1 يناير 1952 بأغلبية الأصوات ولكن الملك فاروق أمر بحل المجلس.
قاد ثورة 23 يوليو 1952 وعرض عليه الملك فاروق منصب وزير الحربية ومنحه رتبة فريق مع مرتب وزير لكنه تنازل عنهم بعد خروج الملك فاروق إلى المنفى.
شكل أول وزارة بعد إستقالة علي ماهر باشا عام 1952، تولى رئاسة الجمهورية عام 1953.
أقيل من جميع مناصبه في 14 نوفمبر 1954 ووضع تحت الإقامة الجبرية.

مشاركته في حرب 1948

كانت بداية معرفة محمد نجيب علي المستوي الشعبي, وعلي مستوي الجيش المصري, وكان ذلك أثناء مشاركته في حرب 1948، ورغم رتبته الكبيرة (عميد) كان على رأس صفوف قواته، حيث أصيب في هذه الحرب 7 مرات لم يسجل منها سوي ثلاثة إصابات خطيرة، وكان أخطرها الإصابة الثالثة والأخيرة في معركة "التبه "86 في ديسمبر 1948 ،حيث أصيب برصاصات أثناء محاولته إنقاذ أحد جنوده عندما تعطلت دباباته ،وكانت إصابة نجيب شديدة حيث إستقرت الرصاصات علي بعد عدة سنتيمترات من قلبه, وحينما اختبأ خلف شجرة وجد الدم يتفجر من صدره، وكتب وصيه لأولاده قال فيها " تذكروا يا أبنائي أن أبيكم مات بشرف..وكانت رغبته الأخيرة أن ينتقم من الهزيمة في فلسطين ويجاهد لوحدة وادي النيل"

انضمامه لحركة الضباط الأحرار
محمد نجيب مع الرئيس جمال عبدالناصربعد حرب 1948 عاد إلي القاهرة قائدا لمدرسة الضباط العظام, وتيقن أن العدو الرئيسي ليس في فلسطين وإنما الفساد الذي ينخر كالسوس في مصر والذي كان يتمثل في الملك وكبار الضباط والحاشية والإقطاع, وكان يردد دائما أن المعركة الحقيقة في مصر وليست في فلسطين، ولا يتردد أن يقول هذا الكلام أمام من يثق فيهم من الضباط, وفي فترة من الفترات كان الصاغ عبد الحكيم عامر أركان حرب للواء محمد نجيب, ويبدو أن كلام نجيب عن الفساد في القاهرة قد أثر فيه فذهب إلي صديقه جمال عبد الناصر وقال له كما روي عامر لنجيب بعد ذلك : لقد عثرت في اللواء محمد نجيب علي كنز عظيم.
كان جمال عبدالناصر قد شكل تنظيم الضباط الأحرار, وأراد أن يقود التنظيم أحد الضباط الكبار لكي يحصل التنظيم علي تأييد باقي الضباط, وبالفعل عرض عبد الناصر الأمر علي محمد نجيب فوافق علي الفور. يقول ثروت عكاشة – أحد الضباط الأحرار - في كتابه "مذكراتي بين السياسة والثقافة": " كان اللواء محمد نجيب أحد قادة الجيش المرموقين لأسباب ثلاثة : أولها أخلاقياته الرفيعة, وثانيها ثقافته الواسعة فهو حاصل علي ليسانس الحقوق، وخريج كلية أركان الحرب ويجيد أكثر من لغة ويلم باللغة العبرية، وثالثها شجاعته في حرب فلسطين التي ضرب فيها القدوة لغيره وظفر بإعجاب الضباط كافة في ميدان القتال".

كان اختيار تنظيم الضباط الأحرار لمحمد نجيب سر نجاح التنظيم داخل الجيش, فكان ضباط التنظيم حينما يعرضون علي باقي ضباط الجيش الانضمام إلي الحركة كانوا يسألون من القائد، وعندما يعرفوا أنه اللواء محمد نجيب يسارعون بالانضمام.
ويؤكد اللواء جمال حماد ـ أحد الضباط الأحرار ـ أن الحركة لم تكن لتنجح لولا انضمام اللواء محمد نجيب إليها لما كان له من سمعة طيبة في الجيش، ولما كان منصبه ذو أهمية إذ أن باقي الضباط الأحرار كانوا ذوو رتب صغيرة وغير معروفين.

ترشحه لانتخابات نادي الضباط
يقول محمد نجيب في مذكراته : انتخابات نادي الضباط كانت هي الخطوة الفعالة الأولي في طريق ثورة يوليو.. فقبل أنتخابات النادي كانت اللجنة التنفيذية لتنظيم الضباط الأحرار تعتقد أنه ليس من الممكن القيام بالثورة قبل عام 1955... لكن بعد الانتخابات أحس الضباط بمدي قوتهم.. رشح محمد نجيب نفسه رئيسا لمجلس إدارة النادي لجس نبض الجيش واختبار مدي قوة الضباط الأحرار وتحديا للملك... وقبل الملك التحدي..ورشح حسين سري عامر.. كانت الانتخابات أول اختبار حقيقي لشعبية اللواء محمد نجيب داخل الجيش.

ومع طلوع فجر اليوم الأول من يناير 1952 أعُلنت النتيجة وحصل محمد نجيب علي أغلبية ساحقة شبة جماعية ولم يحصل منافسيه سوي علي 58 صوتا فقط, كانت النتيجة صدمة شديدة للملك فقرر حل مجلس إدارة النادي.

أدرك الملك الشعبية الطاغية لمحمد نجيب وسط الضباط، فرشحه وزيرا للحربية قبيل الثورة بأيام؛ في محاولة لامتصاص غضب الضباط، ولكن المحاولة تأخرت كثيرا فقد دارت عجلة الأحداث سريعا لتشهد مصر ميلاد عهد جديد صباح 23 يوليو 1952.


قيادته لثورة 23 يوليو 1952
محمد نجيب في مكتب رئيس الأركان بعد الأستيلاء عليه مع باقي أعضاء مجلس قيادة الثورةفي ليلة لن ينساها تاريخ مصر والمنطقة, وقع في القاهرة حدث غير تاريخها جذرياً ومازلنا نشهد آثاره إلى اليوم، إنها ليلة 23 يوليو حينما خرج الجيش من ثكناته معلنا غضبه عما يحدث في البلاد.. وتصدرت صورة اللواء محمد نجيب الصفحة الأولي لجريدة "المصري" وفوقها مانشيت: اللواء نجيب يقوم بحركة تطهيرية في الجيش.

كانت ثورة يوليو في بدايتها حركة، مجرد حركة عسكرية, لكنها لاقت قبول الشعب المصري واستقبلتها الجماهير بحفاوة بالغة وأطلقت عليها "ثورة".. فقد كان قائدها رجل شهد له الكل بالشجاعة وكان محمد نجيب سر نجاح الثورة.. فقد كان برتبة لواء..أما باقي الضباط الأحرار فلم يتجاوز أكبرهم رتبة بكباشي... وبفضل نجيب تحولت الحركة إلي ثورة، وإذا كان قد قدر لثورة يوليو أن تفشل لكان جزاء محمد نجيب الإعدام رميا بالرصاص طبقا لتقاليد الجيش.
في ليلة 23 يوليو لعب محمد نجيب أخطر دور في نجاح الحركة, فقد انكشف سر الثورة الساعة 9:30 مساءا، وعرف أن مؤتمرا لرئيس الأركان الفريق حسين فريد سيعقد في الساعة العاشرة في مقر القيادة لترتيب القبض علي الضباط الأحرار، فقام علي الفور بإبلاغ يوسف صديق بالتحرك قبل ساعة الصفر بساعة، وبالفعل تحرك يوسف صديق ونجح في اقتحام مركز القيادة.. ولولا هذا التحرك لفشلت الثورة ولقضي عليها قبل أن تبدأ.
بالرغم من خطورة الدور الذي قام به اللواء محمد نجيب في نجاح الثورة إلا أن البعض حاول أن يقلل من دوره..وحاولوا أن يصوروا انه لم يكن له علم بالثورة وإنما هو "ركب الموجة" والبعض حاول ادعاء أن الضباط الأحرار استخدموا نجيب مجرد واجهة لإنجاح الثورة.. بل وصل الأمر ببعضهم أن يدعي أن محمد نجيب يوم الثورة كان مريضا في منزله وليس في ذهنه شيء عن أيه ثورة.. وربما كان أمله الوحيد في شهر يوليو أن يغادر فراشه إلي عمله في سلاح الفرسان, حتي استيقظ علي تليفون من الضباط الأحرار يقولون له : تفضل لقد قمنا بثورة واخترناك زعيما لها... وقد نتعجب حينما نعلم أن قائل هذا الكلام هو أنور السادات في كتابه "قصة الثورة كاملة" والذي كتبه في عهد عبد الناصر.
وبينما كان جزء يقول أن محمد نجيب هو المحرك الرسمي للثورة لعلو رتبته ومكانته لدى الجيش، إلا أن هذا لا ينفي دوره الكبير في التخطيط والإعداد للثورة، وهو من حدد أهدافها الأساسية والتي تدرس في المدارس حتى الآن، بالرغم من استغلال رجال الثورة لتلك المبادئ لتحقيق مصالح شخصية في الخفاء، ونسب مفاضلها في العلن لأنفسهم
وفي الواقع أن نجيب أراد بالثورة أن يطهر الجيش ونظام الحكم من المسؤلين الفاسدين، ثم إقامة حكومة مدنية برلمانية جديدة وإعادة الجيش لثكناته، ولكنه اضطر لتأجيل تلك الخطوة مرارا تحت ضغوط زملاؤه في مجلس قيادة الثورة والذين أرادوا الاستمرار، حتى بات رفضه لهذا الوضع واضحا وعلنيا، فقاموا بعزله شيئا فشيئا من دائرة اتخاذ القرار، وحاولوا إقالته مرة فبائت المحاولة بالفشل لغضب الشعب، ثم استقال هو بنفسه لغضبه تجاه تصرفات رجال الثورة، فقاموا باعتقاله وتحديد إقامته في فيلا بحي المرج.
في عدد سبتمبر 1952، وضعت مجلة تايم الأمريكية صورة محمد نجيب على غلافها بتعليق "رجل مصر نجيب" و"لقد حصلنا على كفايتنا من الفساد".

خلافة مع ضباط مجلس قيادة الثورة
محمد نجيب بين جمال عبدالناصر وصلاح سالمبعد مرور عام على قيام الثورة تركزت كل الأضواء علي اللواء محمد نجيب باعتباره الرجل الذي قاد الثورة وطرد الملك وأنقذ مصر من عهد الظلم والطغيان وأصبح أمل البلاد في تخليصها من الاستعمار البريطاني الجاثم علي صدرها منذ 1882... كانت صوره وخطبه تتصدر الصفحات الأولي من الجرائد والمجلات المصرية والعربية والأجنبية.

وبعد فترة ليست بالقصيرة بدأ بعض الضباط يحاولون أن يجنوا ثمار نجاح الحركة ولو علي حساب المبادئ والأخلاق,, حتي شاع بين الناس أن الثورة طردت ملك وجاءت بثلاثة عشر ملك.. يقول نجيب في كتابه "كنت رئيسا لمصر" : لقد خرج الجيش من الثكنات... وانتشر في كل المصالح والوزارات المدنية فوقعت الكارثة التي لا نزال نعاني منها إلي الآن في مصر,, كان كل ضابط من ضباط القيادة يريد أن يكون قويا..فأصبح لكل منهم "شلة" وكانت هذه الشلة غالبا من المنافقين الذين لم يلعبوا دورا لا في التحضير للثورة ولا في القيام بها".

محمد نجيب مع مصطفى النحاسلاحظ محمد نجيب بعض السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها بعض الضباط في حق الثورة وفي حق الشعب الذي وثق بهم. فكان أول شيء فعله ضباط القيادة أنهم غيروا سياراتهم الجيب وركبوا سيارات الصالون الفاخرة, وترك أحدهم شقته المتواضعة واستولي علي قصر من قصور الأمراء حتي يكون قريبا من أحدي الأميرات التي كان قصرها قريبا من القصر الذي استولي عليه.. وصدمت هذه التصرفات باقي الضباط الأحرار الذين يتصفون بالمثالية فحمل بعضهم هذه الفضائح وواجهوا بها ضباط القيادة.. لكنهم سمعوهم وقرروا التخلص منهم مثلما حدث مع ضباط المدفعية.

كان أول خلاف بينه وبين ضباط القيادة حول محكمة الثورة التي تشكلت لمحاكمة زعماء العهد الملكي، ثم حدث خلاف ثاني بعد صدور نشرة باعتقال بعض الزعماء السياسيين وكان من بينهم مصطفى النحاس، فرفض اعتقال النحاس باشا, لكنه فوجئ بعد توقيع الكشف بإضافة اسم النحاس, وأصدرت محكمة الثورة قرارات ضاعفت من كراهية الناس للثورة ومنها مصادرة 322 فدانا من أملاك زينب الوكيل حرم النحاس باشا, كما حكمت علي أربعة من الصحفيين بالمؤبد وبمصادرة صحفهم بتهمة إفساد الحياة السياسية.
ويضاف إلي هذه القرارات قرارات أخرى صدرت رغم أنه رفض التوقيع عليها منها القرار الجمهوري بسحب الجنسية المصرية من ستة من المصريين من الأخوان المسلمين, وزاد الصدام بينه وبين مجلس القيادة عندما اكتشف أنهم ينقلون الضباط دون مشورته، ورفض زكريا محي الدين أن يؤدي اليمين الدستورية أمامه بعد تعيينه وزيرا للداخلية وكذلك رفض جمال سالم.

وذكر في مذكراته أنه أكتشف أن رجال الثورة كانوا قد عقدوا العديد من الاجتماعات بدونه، كل هذه الأمور دفعته لكي يفكر جدياً في تقديم استقالته.

استقالته في فبراير 1954
"بسم الله الرحمن الرحيم"
السادة أعضاء مجلس قيادة الثورة..
بعد تقديم وافر الاحترام، يحزنني أن أعلن لأسباب لا يمكنني أن أذكرها الآن أنني لا يمكن أن أتحمل من الآن مسئوليتي في الحكم بالصورة المناسبة التي ترتضيها المصالح القومية..

ولذلك فإني أطلب قبول استقالتي من المهام التي أشغلها, وأني إذ أشكركم علي تعاونكم معي أسأل الله القدير أن يوفقنا إلي خدمه بلدنا بروح التعاون والأخوة"
بهذه العبارات المختصرة قدم محمد نجيب استقالته في 22 فبراير 1954..وفي 25 فبراير أصدر مجلس القيادة بيان أقاله محمد نجيب، وحاول البيان الانتقاص من دوره وتشويه صورته أمام الجماهير فقد أكد البيان أن محمد نجيب طلب سلطات أكبر من سلطات أعضاء المجلس وأن يكون له حق الاعتراض علي قرارات المجلس حتي ولو كانت هذه القرارات قد أخذت بالإجماع، وادعي البيان أنه اختير قائدا للثورة قبل قيامها بشهرين، وانه علم بقيام الثورة ليلة 23 يوليو من مكالمة تليفونية من وزير الداخلية فتحرك إلي مبني القيادة وهناك تقابل مع عبد الناصر الذي وافق علي ضمه وتنازل له عن رئاسة المجلس.
اتخذ ضباط مجلس القيادة هذا القرار وكلهم ثقة في أنهم قد نجحوا في مخططهم بإزاحة محمد نجيب, المخطط الذي بدأ بإعلان الجمهورية حتي يكون محمد نجيب رئيسا رمزيا لها في حين يستحوذ ضباط مجلس القيادة علي مجلس الوزراء، وكان من ضمن المخطط إبعاد محمد نجيب عن الجيش عن طريق ترقيه الصاغ عبد الحكيم عامر إلى رتبة لواء دفعة واحده وتعيينه قائدا عاما للجيش وبالتالي تستحوذ ضباط مجلس القيادة علي السلطة المدنية والعسكرية.
وتصور مذكراته كيف أنه حينما أذيع بيان إقالته علي الملأ خرجت الجماهير تحتج عليه وانهالت البرقيات علي المجلس ودور الصحف ترفض الاستقالة.. واندلعت المظاهرات التلقائية في القاهرة والأقاليم لمدة ثلاثة أيام تؤيد نجيب وكانت الجماهير تهتف (محمد نجيب أو الثورة) وفي السودان اندلعت مظاهرات جارفة تهتف (لا وحدة بلا نجيب)، وانقسم الجيش بين مؤيد لعودة اللواء محمد نجيب وإقرار الحياة النيابية وبين المناصرين لمجلس قيادة الثورة.

محمد نجيب رافعا يديه مع أعضاء مجلس قيادة الثورةوكان سلاح الفرسان أكثر أسلحة الجيش تعاطفا مع محمد نجيب, وأشرفت البلاد علي حرب أهلية وتداركا للموقف أصدر مجلس القيادة بيانا الساعة السادسة من مساء 27 فبراير 1954 جاء فيه " حفاظا علي وحدة الأمة يعلن مجلس قيادة الثورة عودة اللواء أركان حرب محمد نجيب رئيسا للجمهورية وقد وافق سيادته علي ذلك"... وهكذا عاد محمد نجيب إلي الحكم علي أكتاف الجماهير التي خرجت في مظاهرات شعبية لم تعدها مصر من قبل.

بعد عودته علي أكتاف الجماهير كان باستطاعته أن يتخلص من ضباط القيادة الذين وجهوا له إساءات كثيرة وحاولوا أثناء الأزمة تشويه صورته أمام الشعب إلا أن محمد نجيب عمل علي إزالة الخلاف بين أعضاء مجلس القيادة.
يقول اللواء جمال حماد المؤرخ العسكري أثناء ندوة كتاب "الأوراق السرية لمحمد نجيب " أي واحد كان يجي في هذا الموقف ويحرز هذا الانتصار الباهر... معاه سلاح الفرسان والشعب كله معاه... ومع ذلك أنا رأيته بعيني ماسك أيديهم " أعضاء مجلس قيادة الثورة" ورفعها وقال "إحنا يد واحدة"، وأن ضباط مجلس القيادة أرادوا التخلص منه في مارس بعد هدوء الأزمة !!

أزمة مارس 1954
حددت هذه الأزمة تاريخ مصر إلي الآن, فلم تكن أزمة مارس مجرد صراع علني علي السلطة بين اللواء محمد نجيب وأعضاء مجلس قيادة الثورة بل كانت الأزمة أكثر عمقا, كانت صراعا بين اتجاهين مختلفين اتجاه يطالب بالديمقراطية والحياة النيابية السليمة تطبيقا للمبدأ السادس للثورة (إقامة حياة ديمقراطية سليمة)، وكان الاتجاه الآخر يصر علي تكريس الحكم الفردي وإلغاء الأحزاب وفرض الرقابة علي الصحف.


كانت ضربة البداية في أزمة مارس من جانب محمد نجيب الذي بدء فور عودته إلي الحكم مشاوراته مع مجلس القيادة للتعجيل بعودة الحياة البرلمانية, وفي ليلة 5 مارس صدرت قرارات ركزت على ضرورة عقد جمعية لمناقشة الدستور الجديد وإقراره، وإلغاء الأحكام العرفية والرقابة على الصحف والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.




" كانت هذه القرارات في صالح عودة الحياة الديمقراطية، وهنا أدرك الفريق المناوئ للواء نجيب أن كل الخطط التي أعدت للإطاحة به مهددة بالفشل, فبدأ يدبر مخططات أخرى من شأنها الالتفاف علي قرارات 5 مارس والعودة إلي الحكم الفردي.
في 25 مارس 1954 اجتمع مجلس قيادة الثورة كاملا وانتهي الاجتماع إلي إصدار القرارات التالية : السماح بقيام الأحزاب، مجلس قيادة الثورة لا يؤلف حزبا، لا حرمان من الحقوق السياسية حتي لا يكون هناك تأثير علي الانتخابات، تنتخب الجمعية التأسيسية انتخابا حرا مباشرا بدون تعيين أي فرد وتكون لها سلطة البرلمان كاملة والانتخابات حرة، حل مجلس الثورة في 24 يوليو المقبل باعتبار الثورة قد انتهت وتسلم البلاد لممثلي الأمة، تنتخب الجمعية التأسيسية رئيس الجمهورية بمجرد انعقادها.



[CENTER]


محمد نجيب لدى استقباله الملك سعود بن عبد العزيزيقول محمد نجيب في كتابه "كنت رئيسا لمصر" : "كانت هذه القرارات في ظاهرها ديمقراطية وفي باطنها فتنة وتوتر, فقد أثارت الناس الذين لم يرق لهم أن تعود الأحزاب القديمة بكل ما توحي من فساد وتاريخ اسود, وبكل ما توحي لهم بنهاية الثورة التي عقدوا عليها كل آمالهم في التطهر والخلاص, وأثارت هذه القرارات ضباط الجيش الذين أحسوا أن نصيبهم من النفوذ والسلطة والمميزات الخاصة قد انتهي"


وقد ضاعف من قلة حيلة اللواء نجيب انشغاله مع الملك سعود بن عبد العزيز الذي كان يزور مصر وقتها، بينما كان معارضوه يدبرون لتوجيه الضربة القاضية إلي اللواء نجيب، فنشرت الصحف أن هناك اتصالات سرية بين اللواء نجيب والوفد، وفي نفس الوقت عقد عبد الناصر اتفاقا مع الأخوان المسلمين لكي يتخلصوا من الأحزاب السياسية ويخلو الجو للطرفان.. ووافق الأخوان وكان هذا خطأ استراتيجيا.
في يوم 28 مارس 1954 خرجت أغرب مظاهرات في التاريخ تهتف بسقوط الديمقراطية والأحزاب والرجعية، ودارت المظاهرات حول البرلمان والقصر الجمهوري ومجلس الدولة وكررت هتافاتها ومنها " لا أحزاب ولا برلمان", ووصلت الخطة السوداء ذروتها, عندما اشترت مجموعة عبد الناصر صاوي أحمد صاوي رئيس اتحاد عمال النقل ودفعوهم إلي عمل إضراب يشل الحياة وحركة المواصلات, وشاركهم فيها عدد كبير من النقابات العمالية وخرج المتظاهرون يهتفون" تسقط الديمقراطية..تسقط الحرية", وقد اعترف الصاوي بأنه حصل علي مبلغ 4 آلف جنية مقابل تدبير هذه المظاهرات.
كسب أعضاء مجلس قيادة الثورة المعركة ضد محمد نجيب وصدرت قرارات جديدة تلغي قرارات 25 مارس، وفي 26 أكتوبر وقعت حادثة المنشية والتي اتهم فيها الأخوان بمحاولة التخلص من عبد الناصر ليتم بعدها القبض علي قيادات الجماعة والزج بهم في السجن.

إعفائه من رئاسة الجمهورية وتحديد إقامته
محمد نجيب لحظة خروجه من قصر الرئاسة بعد إقالته في 14 نوفمبر 1954انهزم محمد نجيب في معركة مارس 1954 والواقع أنها لم تكن خسارته فقط وإنما كانت خسارة لمسيرة الديمقراطية في وادي النيل, أصر نجيب علي الاستقالة لكن عبد الناصر عارض بشدة استقالة نجيب خشية أن تندلع مظاهرات مثلما حدث في فبراير 1954، ووافق محمد نجيب علي الاستمرار انقاذا للبلاد من حرب أهلية ومحاولة إتمام الوحدة مع السودان.

يوم 14 نوفمبر 1954 توجه محمد نجيب من بيته في شارع سعيد بحلمية الزيتون إلى مكتبه بقصر عابدين لاحظ عدم أداء ضباط البوليس الحربي التحية العسكرية، وعندما نزل من سيارته داخل القصر فوجئ بالصاغ حسين عرفة من البوليس الحربي ومعه ضابطان و١٠ جنود يحملون الرشاشات يحيطون به، فصرخ في وجه حسين عرفة طالباً منه الابتعاد حتي لا يتعرض جنوده للقتال مع جنود الحرس الجمهوري، فاستجاب له ضباط وجنود البوليس الحربي.
لاحظ نجيب وجود ضابطين من البوليس الحربي يتبعانه أثناء صعوده إلي مكتبه نهرهما فقالا له إن لديهما أوامر بالدخول من الأميرالاي حسن كمال، كبير الياوران، فاتصل هاتفياً بجمال عبدالناصر ليشرح له ما حدث، فأجابه عبدالناصر بأنه سيرسل عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة ليعالج الموقف بطريقته.
وجاءه عبد الحكيم عامر وقال له في خجل " أن مجلس قيادة الثورة قرر إعفاءكم من منصب رئاسة الجمهورية فرد عليهم "أنا لا أستقيل الآن لأني بذلك سأصبح مسئولا عن ضياع السودان أما أذا كان الأمر إقالة فمرحبا".. وأقسم اللواء عبد الحكيم عامر أن إقامته في فيلا زينب الوكيل لن تزيد عن بضعة أيام ليعود بعدها إلي بيته, لكنه لم يخرج من الفيلا طوال 30 عاما.
خرج محمد نجيب من مكتبه في هدوء وصمت حاملا المصحف مع حسن إبراهيم في سيارة إلي معتقل المرج. وحزن علي الطريقة التي خرج بها فلم تؤدي له التحية العسكرية ولم يطلق البروجي لتحيته، وقارن بين وداعه للملك فاروق الذي أطلق له 21 طلقة وبين طريقة وداعه.
فعندما وصل إلي فيلا زينب الوكيل بضاحية المرج بدأ يذوق من ألوان العذاب مما لا يستطيع أن يوصف, فقد سارع الضباط والعساكر بقطف ثمار البرتقال واليوسفي من الحديقه.. وحملوا من داخل الفيلا كل ما بها من أثاث وسجاجيد ولوحات وتحف وتركوها عارية الأرض والجدران, وكما صادروا أثاث فيلا زينب الوكيل صادروا أوراق اللواء نجيب وتحفه ونياشينه ونقوده التي كانت في بيته.. ومنعه تماماً من الخروج أو من مقابلة أياً من كان حتى عائلته.
وأقيمت حول الفيلا حراسة مشددة، كان علي من في البيت ألا يخرج منه من الغروب إلي الشروق، وكان عليهم أن يغلقوا النوافذ في عز الصيف تجنبا للصداع الذي يسببه الجنود، اعتاد الجنود أن يطلقوا الرصاص في منتصف الليل وفي الفجر، كانوا يؤخرون عربة نقل الأولاد إلي المدرسة فيصلون إليهم متأخرين ولا تصل العربة إليهم في المدرسة إلا بعد مدة طويلة من انصراف كل من المدرسة فيعودون إلي المنزل مرهقين غير قادرين علي المذاكرة.
كانت غرفته في فيلا المرج مهملة بها سرير متواضع يكاد يختفي من كثرة الكتب الموضوعة عليه، وكان يقضي معظم أوقاته في هذه الحجرة يداوم علي قراءة الكتب المختلفة في شتي أنواع العلوم، خاصة الطب والفلك والتاريخ، ويقول محمد نجيب: «هذا ما تبقي لي، فخلال الثلاثين سنة الماضية لم يكن أمامي إلا أن أصلي أو أقرأ القرآن أو أتصفح الكتب المختلفة».
أثناء‏ العدوان الثلاثي ‏علي‏ مصر عام ‏1956 تم نقله ‏من‏ ‏معتقل‏ ‏المرج‏ ‏إلي‏ مدينة طما في سوهاج ‏بصعيد‏ مصر ‏وقيل‏ ‏إنه‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏المقرر‏ ‏قتله‏ ‏في‏ ‏حاله‏ ‏دخول‏ ‏الإنجليز‏ ‏القاهرة‏ ‏‏‏وذلك‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏سرت‏ ‏إشاعه‏ ‏قوية‏ ‏تقول‏ ‏إن‏ ‏إنجلترا‏ ‏ستسقط‏ ‏بعض‏ ‏جنود‏ ‏المظلات‏ ‏علي‏ ‏فيلا زينب‏ ‏الوكيل في‏ ‏المرج‏ ‏لاختطاف‏ ‏محمد نجيب‏ ‏وإعادة‏ ‏فرضه‏ ‏رئيسا‏ ‏للجمهورية‏ ‏من‏ ‏جديد‏ ‏بدلا‏ ‏من‏ ‏الرئيس‏ جمال عبدالناصر ولكن بعد فشل العدوان تم إعادته إلى معتقل المرج. وجري التنكيل به حتي إن أحد الحراس ضربه علي صدره في نفس مكان الإصابة التي تعرض لها في حرب 1948، كتب الرئيس نجيب عن ذلك في مذكراته: «يومها هانت علي الدنيا.. فقررت أن أضرب عن الطعام».

محمد نجيب مع الرئيس السادات وأثناء نكسة 1967 ارسل برقية لجمال عبدالناصر يطلب منه السماح له بالخروج في صفوف الجيش باسم مستعار الا انه لم يتلق أى رد منه. وظل علي هذا الحال حتي تم إطلاق سراحه بواسطة الرئيس السادات في عام 1974 عقب الإنتصار الذي تحقق في حرب اكتوبر 1973. ورغم هذا ظل السادات يتجاهله تماما كما تجاهله باقي أعضاء مجلس قيادة الثورة.

يقول محمد نجيب في مذكراته قال لي السادات : انت حر طليق !! لم أصدق نفسي هل أستطيع ان اخرج وادخل بلا حراسة هل استطيع ان اتكلم في التلفون بلا تصنيت هل استطيع ان استقبل الناس بلا رقيب !!
لم اصدق ذلك بسهولة.. فالسجين في حاجة لبعض الوقت ليتعود على سجنه، وفي حاجة لبعض الوقت ليعود إلى حريته. وانا لم اكن سجينا عاديا كنت سجينا يحصون انفاسه. ويتصنتون على كلماته ويزرعون الميكرفونات والعدسات في حجرة معيشته. وكنت اخشى ان اقترب من احد حتى لا يختفي. واتحاشى زيارة الاهل والاصدقاء حتى لا يتعكر صفو حياتهم. وابتعد عن الأماكن العامة حتى لا يلتف الناس حولي، فيذهبون وراء الشمس، ولكن بعد فترة وبالتدريج عدت إلى حريتي وعدت إلى الناس وعدت إلى الحياة العامة.
وياليتني ما عدت.. فالناس جميعا كان في حلقها مرارة من الهزيمة والاحتلال. وحديثهم كل شكوى وألم ويأس من طرد المحتل الإسرائيلي. وبجانب هذه الاحاسيس كانت هناك أنات ضحايا الثورة. الذين خرجوا من السجون والمعتقلات ضحايا القهر والتلفيق والتعذيب.
وحتى الذين لم يدخلوا السجون ولم يجربوا المعتقلات، ولم يذوقوا التعذيب والهوان كانوا يشعرون بالخوف، ويتحسبون الخطى والكلمات. وعرفت ساعتها كم كانت جريمة الثورة في حق الإنسان المصري بشعة. وعرفت ساعتها اي مستنقع القينا فيه الشعب المصري. فقد حريته.. فقد كرامته.. فقد ارضه.. وتضاعفت متاعبه.. المجاري طفحت.. المياة شحت.. الأزمات اشتعلت.. الاخلاق انعدمت.. والإنسان ضاع.
كانت سلوى محمد نجيب طوال سنوات الإقامة الجبرية في المرج تربية القطط والكلاب.. واعتبر القطط والكلاب أكثر وفاءا من البشر واحتفظ نجيب بصورة نادرة لكلبه ترقد علي جنبها وترضع منها قطة فقدت أمها, وهذه الصورة كما قال نجيب دليل علي أن الحيوانات أكثر ليونة ورقة في التخلص من شراستها من البشر. وحينما توفي أحد كلابه دفنه في الحديقة وكتب علي شاهد القبر : هنا يرقد أعز أصدقائي.


محمد نجيب مع أحدى كلابه يقول محمد نجيب لقد كان هؤلاء الأصدقاء الأوفياء سلوى وحدتي في سنوات الوحدة تلك السنوات المرة التي وصلت فيها درجة الإفتراء إلى حد إشاعة خبر وفاتي وقد سمعت هذا الخبر بأذني من إذاعات العالم.. وقرأته بعيني في كتاب ضباط الجيش في السياسه والمجتمع والذي وضعه كاتب إسرائيلي يدعى اليزير بيير (أن محمد نجيب توفي عام 1966 !!!). فقد اكتوي من الثورة بينما لم يرتكب الرجل جريمة يستحق عليها أن يعامل بمثل هذه المعاملة, وكثيرا ما كان يردد : ماذا جنيت لكي يفعلوا بي كل هذا؟.

بتاريخ 21 أبريل 1983 أمر الرئيس حسني مبارك تخصيص فيلا في حي القبة بمنطقة قصر القبة بالقاهرة لإقامة محمد نجيب، بعدما صار مهدداً بالطرد من قصر زينب الوكيل نتيجة لحكم المحكمة لمصلحة ورثتها الذين كانوا يطالبون بالقصر، وهو القصر الذي عاش فيه لمدة 29 سنة منها 17 سنة وهو معتقل.
وقال وقتها : "إلى أين أذهب بعد 30 سنة لم أخرج فيها إلى الحياة.. ليس لدي معارف أو أحد يهتم بي. أنا أعيش هنا وحدي بعد أن مات اثنان من أولادي ولم يبق غير واحد منهم، فإلى أين اذهب"؟؟

زوجاته وأبنائه
محمد نجيب مع أبنائه من اليمين يوسف فاروق علي تزوج من زينب أحمد وأنجب منها بنته سميحه التي توفيت وهي بالسنة النهائية بكلية الحقوق عام 1950 وبعد طلاقه منها تزوج من عائشة محمد لبيب عام 1934 وأنجب منها ثلاث أبناء فاروق وعلي ويوسف.

كان علي الأبن الثاني لمحمد نجيب يدرس في المانيا وكان له نشاط واسع ضد اليهود هناك كان يقيم المهرجانات التي يدافع فيها عن مصر والثورة وعن حق الفلسطينيين ولم يعجب هذا الكلام، المخابرات المصرية الذين رؤوا في نشاطه إحياء للكلام عن أبيه وفي ليلة كان يوصل زميلا له فإذا بعربة جيب بها ثلاثة رجال وامرأة تهجم عليه وتحاول قتله، وعندما هرب جرت وراءه السيارة وحشرته بينها وبين الحائط نزل الرجال الثلاث وأخذوا يضربونه حتي خارت قواه ونزف حتي الموت، ونقل جثمانه إلي مصر فطلب اللواء نجيب ان يخرج من معتقله ليستقبل نعش ابنه ويشارك في دفنه لكنهم رفضوا كان هذا في عام 1968.
ولم يسلم فاروق الابن الأول من نفس المصير، فقد استفزه أحد المخبرين الذين كانوا يتابعونه وقال له :
ماذا فعل أبوك للثورة.. لا شيء.. أنه لم يكن أكثر من خيال مآتة ديكور واجهة لا أكثر ولا اقل.
فلم يتحمل فاروق هذا الكلام وضرب المخبر، ويومها لم ينم فاروق في البيت فقد دخل ليمان طره وبقي هناك خمسة أشهر ونصف خرج بعدها محطما منهارا ومريضا بالقلب وبعد فترة قليلة مات.
أما الابن الثالث يوسف فقد كان أكثر حظا, فقد صدر قرار جمهوري بفصله من إحدي شركات الدولة فعمل سائقا في شركة المقاولون العرب بالإسكندرية في الصباح وعلي تاكسي أجرة اشتراه بالتقسيط في المساء إلى ان توفي.


وفاته
محمد نجيب في أواخر أيامهرحل محمد نجيب في هدوء عن عمر يناهز 82 عاما بتاريخ 28 أغسطس 1984 في مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، لم يكن يعاني من أمراض خطيرة، لكنها كانت أمراض الشيخوخة. بعد أن كتب مذكراته شملها كتابه كنت رئيساً لمصر، ويشهد له أن كتابه خلا من أي اتهام لأي ممن عزلوه.


رحل بعد أن عاصر أهم الأحداث التي مرت على تاريخ مصر الحديث من جلاء القوات البريطانية عن مصر عام 1954 وتأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي عام 1956 إلى الوحدة مع سوريا عام 1958، ومشاركة القوات المصرية في حرب اليمن عام 1962، ومروراً بالنكسة ووفاة عبد الحكيم عامر عام 1967، ووفاة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970، وحرب أكتوبر





جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر (15 يناير 1918 - 28 سبتمبر 1970). هو ثاني رؤساء مصر.
تولى السلطة من سنة 1954 بعد أن عزل الرئيس محمد نجيب وحتى وفاته سنة 1970.
وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، ومن أهم نتائج الثورة هي خلع الملك فاروق عن
الحكم، وبدء عهد جديد من التمدن في مصر والاهتمام بالقومية العربية والتي تضمنت
فترة قصيرة من الوحدة بين مصر وسوريا ما بين سنتي 1958 و 1961، والتي عرفت
باسم الجمهورية العربية المتحدة. كما أن عبد الناصر شجع عدد من الثورات في أقطار
الوطن العربي وعدد من الدول الأخرى في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. ولقد كان لعبد
الناصر دور قيادي وأساسي في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في سنة 1964
وحركة عدم الانحياز الدولية.
يعتبر عبد الناصر من أهم الشخصيات السياسية في العالم العربي وفي العالم النامي للقرن
العشرين والتي أثرت تأثيرا كبيرا في المسار السياسي العالمي. عرف عن عبد الناصر
قوميته وانتماؤه للوطن العربي. وأصبحت أفكاره مذهبا سياسيا سمى تيمنا باسمه وهو "
الفكرالناصري" والذي اكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن العربي خلال فترة الخمسينيات
والستينيات. وبالرغم من أن صورة جمال عبد الناصر كقائد اهتزت إبان نكسة 67 إلا أنه
ما زال يحظى بشعبية وتأييد بين كثير من مؤيديه، والذين يعتبرونه "رمزا للكرامة والحرية
العربية ضد استبداد الاستعمار وطغيان الاحتلال". توفي سنة 1970، وكانت جنازته جنازة
ضخمة جدا خرجت فيها أغلب الجنسيات العربية حزنا على رحيله.

نشأته



ولد جمال عبد الناصر حسين سلطان بالأسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 التي هزّت
مصر، وحركت وجدان المصريين، ألهبت مشاعر الثورة والوطنية في قلوبهم، وبعثت روح
المقاومة ضد المستعمرين. وكان أبوه عبد الناصر حسين خليل سلطان قد انتقل من قريته
بني مر بمحافظة أسيوط؛ ليعمل وكيلا لمكتب بريد باكوس بالإسكندرية، وقد تزوج من
السيدة "فهيمة" ابنة "محمد حماد" تاجر الفحم المعروف في المدينة.
وفي منزل والده- رقم 12 "شارع الدكتور قنواتي"- بحي فلمنج ولد في (15 يناير
1918). وقد تحول هذا المنزل الآن إلي متحف يضم ممتلكات جمال عبد الناصر في بدايه
حياته. وكان والده دائم الترحال والانتقال من بلدة إلى أخرى؛ نظراً لطبيعة وظيفته التي
كانت تجعله لا يستقر كثيرا في مكان.

جمال في بيت عمه

و لم يكد يبلغ الثامنة من عمره حتى تُوفيت أمه في (18 رمضان 1344 هـ / 2 أبريل
1926) وهي تضع مولودها الرابع "شوقي" بعد أخوته الليثي وعز العرب، وكان عمه "
خليل"، الذي يعمل موظفا بالأوقاف في القاهرة متزوجاً منذ فترة، ولكنه لم يرزق بأبناء،
فوجد في أبناء أخيه أبوته المفتقدة وحنينه الدائم إلى الأبناء؛ فأخذهم معه إلى القاهرة؛
ليقيموا معه حيث يوفر لهم الرعاية والاستقرار بعد وفاة أمهم.
وبعد أكثر من سبع سنوات على وفاة السيدة "فهيمة" تزوج الوالد عبد الناصر من السيدة
"عنايات مصطفى" في مدينة السويس وذلك سنة 1933، ثم ما لبث أن تم نقله إلى
القاهرة ليصبح مأمورا للبريد في حي الخرنفش بين الأزبكية والعباسية؛ حيث استأجر بيتا
يملكه أحد اليهود المصريين، فانتقل مع إخوته للعيش مع أبيهم. بعد أن تم نقل عمه "
خليل" إلى إحدى القرى بالمحلة الكبرى، وكان في ذلك الوقت طالبًا في الصف الأول
الثانوي.وكان ذلك قي سن 12.

زواجه





الرئيس جمال عبدالناصر في شبابه وفى 29 يونيو 1944 تزوج جمال عبد الناصر من
تحية محمد كاظم – ابنة تاجر من رعايا إيران – كان قد تعرف على عائلتها عن طريق
عمه خليل حسين، وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد(علي اسم أخو تحيه
المتوفي خالد) وعبد الحكيم (علي اسم عبد الحكيم عامر صديق عمره) وعبد الحميد. لعبت
تحية دوراً هاماً في حياته خاصة في مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيم الضباط
الأحرار، فقد تحملت أعباء أسرته الصغيرة - هدى ومنى - عندما كان في حرب فلسطين،
كما ساعدته في إخفاء السلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريين للعمل ضد القاعدة
البريطانية في قناة السويس في 1951، 1952.

جمال في حياته العسكرية



بعد حصوله على شهادة الثانوية من مدرسة النهضة المصرية بالقاهرة(في عام 1356
هـ / 1937)، كان يتوق إلى دراسة الحقوق، ولكنه ما لبث أن قرر دخول الكلية
الحربية، بعد أن قضى بضعة أشهر في دراسة الحقوق. دخل الكلية الحربية، ولم يكن
طلاب الكلية يتجاوزن 90 طالبا. وبعد تخرجه في الكلية الحربية (عام 1357 هـ /
1938) التحق بالكتيبة الثالثة بنادق، وتم نقله إلى "منقباد" بأسيوط؛ حيث التقى بأنور
السادات وزكريا محيي الدين.
وفي سنة (1358هـ / 1939) تم نقله إلى الإسكندرية، وهناك تعرف على عبد الحكيم
عامر، الذي كان قد تخرج في الدفعة التالية له من الكلية الحربية، وفي عام 1942 تم
نقله إلى معسكر العلمين، وما لبث أن نُقل إلى السودان ومعه عامر.
وعندما عاد من السودان تم تعيينه مدرسا بالكلية الحربية، والتحق بكلية أركان الحرب؛
فالتقى خلال دراسته بزملائه الذين أسس معهم "تنظيم الضباط الأحرار".

الثوار في حرب فلسطين

كانت الفترة ما بين 1945و1947 هي البداية الحقيقية لتكوين نواة تنظيم الضباط
الأحرار؛ فقد كان معظم الضباط، الذين أصبحوا- فيما بعد "اللجنة التنفيذية للضباط
الأحرار"، يعملون في العديد من الوحدات القريبة من القاهرة، وكانت تربطهم علاقات قوية
بزملائهم؛ فكسبوا من بينهم مؤيدين لهم.
وكانت حرب 1948 هي الشرارة التي فجّرت عزم هؤلاء الضباط على الثورة. وفي تلك
الأثناء كان كثير من هؤلاء الضباط منخرطين بالفعل في حرب فلسطين.

نشأة تنظيم الضباط الأحرار

وفي صيف 1949 نضجت فكرة إنشاء تنظيم ثوري سري في الجيش، وتشكلت لجنة
تأسيسية ضمت في بدايتها خمسة أعضاء فقط، هم: جمال عبد الناصر، وكمال الدين
حسين، وحسن إبراهيم، وخالد محيي الدين، وعبد المنعم عبد الرءوف، ثم زيدت بعد ذلك
إلى عشرة، بعد أن انضم إليها كل من: أنور السادات، وعبد الحكيم عامر، وعبد اللطيف
البغدادي، وزكريا محيي الدين، وجمال سالم. وظل خارج اللجنة كل من: ثروت عكاشة،
وعلي صبري، ويوسف منصور صديق.

الشيخ محمد فرغلي (يمين), جمال عبد الناصر, (وسط), محمد حامد أبو النصر, (يسار)

وفي ذلك الوقت تم تعيين جمال عبد الناصر مدرسا في كلية أركان الحرب، ومنحه رتبة
بكباشي (مقدم)، بعد حصوله على دبلوم أركان الحرب العام 1951 في أعقاب عودته من
حرب فلسطين، وكان قد حوصر هو ومجموعة من رفاقه في "الفالوجة" أكثر من أربعة
أشهر، وبلغ عدد الغارات الجوية عليها أثناء الحصار 220 غارة. عاد بعد أن رأى بعينه
الموت يحصد أرواح جنوده وزملائه، الذين رفضوا الاستسلام لليهود، وقاوموا برغم
الحصار العنيف والإمكانات المحدودة، وقاتلوا بفدائية نادرة وبطولة فريدة؛ حتى تم رفع
الحصار في جمادى الآخرة 1368 هـ / مارس 1949.
دخل دورات خارج مصر منها دورة السلاح أو الصنف في بريطانيا، مما أتاح له التعرف
على الحياة الغربية والتأثر بمنجزاتها. كما كان دائم التأثر بالأحداث الدولية وبالواقع
العربي وأحداثه السياسية وتداعيات الحرب العالمية الثانية وانقلاب بكر صدقي باشا كأول
انقلاب عسكري في الوطن العربي في العراق سنة 1936. وثورة رشيد عالي الكيلاني
في العراق ضد الإنجليز والحكومة الموالية لهم سنة 1941.وتأميم مصدق لنفط إيران
سنة 1951. والثورات العربية ضد المحتل مثل الثورة التونسية والثورة الليبية. كما
أعجب بحركة الإخوان المسلمين ثم مالبث أن توصل إلى رأي بأن لا جدوى من أحزاب
دينية في وطن عربي يوجد فيه أعراق وطوائف وأديان مختلفة.

ثورة 23 يوليو / تموز وقيام الجمهورية

بعد سلسلة من الإخفاقات التي واجهها الملك داخليا وخارجيا وخصوصا تخبطه في علاقاته
أثناء الحرب العالمية الثانية بين دول المحور والحلفاء، مما زعزع موقف مصر كثيرا
وأدى إلى إنشاء ثاني أكبر قاعدة بريطانية في المنطقة في السويس "بعد الحبانية في
الفلوجة في العراق ". وكذلك موقفه في حرب 1948 التي خسر فيها الحرب. وقبل ذلك
كانت الدعوات والضغوطات داخليا وعربيا تحث قادة الجيش على لعب دورا في إصلاح
الأوضاع المصرية، منها ما كانت تبثه محطة إذاعة برلين العربية إبان الحرب العالمية
الثانية والتي كانت تحت تصرف كل من الشخصية الوطنية العراقية رشيد عالي الكيلاني
ومفتي القدس أمين الحسيني، وأخذ الكيلاني بعد أن نجح في العراق سنة 1941 بإحداث
أول ثورة تحررية قي الوطن العربي ضد الإنجليز ذات أبعاد قومية تنادي بوحدة الأقطار
العربية أطلق التصريحات والبيانات للقادة والجيوش العربية بضرورة الانتفاض ضد الهيمنة
البريطانية والفرنسية. وحث الجيش المصري على الثورة ضد المستعمر الذي يدعم النظام
الملكي منبهين من خطر المخططات الأجنبية لمنح فلسطين لليهود، وخص الجيش
المصري بخطاب يحثه على مقاومة الإنجليز من خلال دعم وتأييد الالمان ودول المحور.
وبعد مهادنة الملك فاروق للانجليز أصدر الكيلاني بيانا يحث الجيش المصري بالانتفاض
على الملك ولقيت دعوة الكيلاني التفهم والترحيب لدى القادة العسكريين المصريين.[بحاجة
لمصدر] وكانت لطروحاته وشعاراته الثورية والتحررية من خلال إذاعة برلين العربية
الأثر في نفوس ثوار مصر بالاطاحة بالملك فاروق في حركة يوليو/ تموز 1952، لاسيما
بعد أن تعمق هذا الاحساس بعد حرب 1948.
و في 23 يوليو 1952 قامت الثورة، ولم تلقَ مقاومة تذكر، ولم يسقط في تلك الليلة
سوى ضحيتين فقط، هما الجنديان اللذان قتلا عند اقتحام مبنى القيادة العامة. وكان
الضباط الأحرار قد اختاروا محمد نجيب رئيسا لحركتهم، وذلك لما يتمتع به من احترام
وتقدير ضباط الجيش؛ وذلك لسمعته الطيبة وحسه الوطني، فضلا عن كونه يمثل رتبة
عالية في الجيش، وهو ما يدعم الثورة ويكسبها تأييدا كبيرا سواء من جانب الضباط، أو
من جانب جماهير الشعب.
وكان عبد الناصر هو الرئيس الفعلي للجنة التأسيسية للضباط الأحرار؛ ومن ثم فقد نشأ
صراع شديد على السلطة بينه وبين محمد نجيب، ما لبث أن أنهاه عبد الناصر لصالحه في
(17 ربيع الأول 1374 هـ / 14 نوفمبر 1954)، بعد أن اعتقل محمد نجيب، وحدد
إقامته في منزله، وانفرد وحده بالسلطة.
و استطاع أن يعقد اتفاقية مع بريطانيا لجلاء قواتها عن مصر وذلك في 19 أكتوبر
1954، وذلك بعد أن اتفقت مصر وبريطانيا على أن يتم منح السودان الاستقلال.
في العام 1958 أقام وحدة اندماجية مع سوريا، وسميت الدولة الوليدة بالجمهورية
العربية المتحدة، إلا أن هذه الوحدة لم تدم طويلاً، حيث حدث انقلاب في الإقليم السوري في
سبتمبر من سنة 1961 أدى إلى إعلان الانفصال ثم تم عقد معاهدة وحدة متأنية مع
العراق وسوريا سنة 1964 إلا أن وفاة الرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف سنة
1966 ثم حرب 1967 حالت دون تحقيق الوحدة. علما أن مصر استمرت في تبني اسم
"الجمهورية العربية المتحدة" وذلك لغاية سنة 1971 أي إلى ما بعد رحيل عبد الناصر
بسنة.
بعد حرب حرب 1967 كما سميت في إسرائيل والغرب أو النكسة كما عرفت عند العرب،
خرج عبدالناصر على الجماهير طالباً التنحي من منصبه، إلا أنه خرجت مظاهرات في
العديد من مدن مصر وخصوصا في القاهرة طالبته بعدم التنحي عن رئاسة الجمهورية.
في عام 1968 خرجت مظاهرات في الجامعات المصرية تطالب بمحاسبة المسئولين عن
النكسة، فأصدر عبد الناصر بيان 30 مارس، الذي يعتبره المستشار طارق البشري بدايةً
لمرحلةٍ جديدة في مسار الثورة بدأت تمهّد لإنشاء مؤسسات تساعد على تغيير بنية
الجمهورية لتخرج مصر رويداً رويداً من قبضة الدولة الشمولية.[1] إلا ان تلك الخطوات
لم تستمر نظراً لوفاته عام 1970 وتغيّر رؤى من قدموا من بعده.


من إنجازاته


ناصر مع خروشوف في تحويل مجرى النيل وافق على مطلب السوريين بالوحدة مع مصر

في الجمهورية العربية المتحدة، والتي لم تستمر أكثر من ثلاث سنين تحت اسم الجمهورية
العربية المتحدة (1958-1961) وسط مؤامرات دولية وعربية لإجهاضها.
استجاب لدعوة العراق لتحقيق أضخم إنجاز وحدوي مع العراق وسوريا بعد تولي الرئيس

العراقي المشير عبد السلام عارف رئاسة الجمهورية العراقية بما يسمى باتفاق 16 أبريل
1964.
قام بتأميم قناة السويس وإنشاء السد العالي على نهر النيل.
تأسيسه منظمة عدم الانحياز مع الرئيس اليوغوسلافي تيتو والإندونيسي سوكارنو

والهندي نهرو.
تأميم البنوك الخاصة والأجنبية العاملة في مصر.
قوانين الإصلاح الزراعى وتحديد الملكية الزراعية والتي بموجبها صار فلاحو مصر

يمتلكون للمرة الأولى الأرض التي يفلحونها ويعملون عليها وتم تحديد ملكيات الاقطاعيين
بمئتى فدان فقط.
إنشاء التليفزيون المصري (1960)
قوانين يوليو الاشتراكية (1961)
إبرام اتفاقية الجلاء مع بريطانيا العام 1954، والتي بموجبها تم جلاء آخر جندي إنجليزى

عن قناة السويس ومصر كلها في الثامن عشر من يونيو 1956.
بناء إستاد القاهرة الرياضي بمدينة نصر.
إنشاء كورنيش النيل.
إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب.
التوسع في التعليم المجاني على كل المراحل.
التوسع المطرد في مجال الصناعات التحويلية.
إنشاءالتنظيم الطليعي.
يقول د.علي الجربتلي المنتمي إلى المدرسة الليبرالية في الاقتصاد "انه في عهد عبد

الناصر، قامت الثورة باستصلاح 920 الف فدان، وتحويل نصف مليون فدان من ري
الحياض إلى الري الدائم". ما يصل بنا إلى مساحة مليون واربعمائة الف فدان.

عبد الناصر يخطب في الجماهير السورية 1961يضيف د.جربتلي "فيما يتعلق بالقطاع

الصناعي، انه حدث تغيير جذري في الدخل والإنتاج القومي، فقد زادت قيمة الإنتاج
الصناعي بالاسعار الجارية من 314 مليون جنيه سنة 1952 إلى 1140 مليون جنيه
سنة 1965 ووصلت إلى 1635 مليون سنة 1970 وزادت قيمة البترول من 34 مليون
جنيه سنة 1952 إلى 133 مليون سنة 1970، ناهيك عن وفرة الطاقة الكهربائية،
خصوصا بعد بناء السد العالي" أما د.إسماعيل صبري عبد الله الذي تولى وزارة التخطيط
الاقتصادي في عهد السادات فيقول "أن الإنتاج الصناعي كان لا يزيد عن 282 مليون
جنيه سنة 1952 وبلغ 2424 مليون جنيه سنة 1970, مسجلا نموا بمعدل 11.4%
سنويا، ووصلت مساهمته في الدخل القومي إلى 22% سنة 1970 مقابل 9% سنة
1952,ووفرت الدولة طاقة كهربائية ضخمة ورخيصة، وزاد الإنتاج من 991 مليون
كيلو وات/ساعة إلى 8113 مليون كيلو وات/ساعة." ويقول د.صبري "ان الثورة جاوزت
نسبة 75% في الاستيعاب لمرحلة التعليم الالزامي، وارتفع عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية
من 1.6 مليون إلى 3.8 مليون، وعدد تلاميذ المدارس الاعدادية والثانوية من 250 الف
إلى 1.500.000 وعدد طلاب الجامعات من 40 الف إلى 213 الف".

مساندة للحركات الثورية في الوطن العربي

عبد الناصر مع الرئيس العراقي عبد السلام عارف والجزائري أحمد بن بلااعتبر الرئيس

ناصر من أبرز الزعماء المنادين بالوحدة العربية وهذا هو الشعور السائد يومذاك بين
معظم الشعوب العربية.في كان "مؤتمر باندونج" سنة 1955 نقطة انطلاق عبدالناصر إلى
العالم الخارجي.
دعم الرئيس عبد الناصر القضية الفلسطينية وساهم شخصيا بحرب سنة 1948 وجرح
فيها. وعند توليه الرئاسة اعتبر القضية الفلسطينية من أولوياته لأسباب عديدة منها
مبدئية ومنها إستراتيجية تتعلق بكون قيام دولة معادية على حدود مصر سيسبب خرقا
للأمن الوطني المصري. كما أن قيام دولة إسرائيل في موقعها في فلسطين يسبب قطع
خطوط الاتصال التجاري والجماهيري مع المحيط العربي خصوصا الكتلتين المؤثرتين
الشام والعراق لذلك كان يرى قيام وحدة إما مع العراق أو سوريا أو مع كليهما.
و كان لعبد الناصر دور بارز في مساندة ثورة الجزائر وتبني قضية تحرير الشعب
الجزائري في المحافل الدولية، وسعى كذلك إلى تحقيق الوحدة العربية؛ فكانت تجربة
الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958 تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، وقد
تولى هو رئاستها بعد أن تنازل الرئيس السوري شكرى القوتلي له عن الحكم، إلا أنها لم
تستمر أكثر من ثلاث سنوات.
كما ساند عبد الناصر الثورة العسكرية التي قام بها ثوار الجيش بزعامة المشير عبد الله
السلال في اليمن بسنة 1962 ضد الحكم الإمامي الملكي حيث أرسل عبد الناصر نحو 70
ألف جندي مصري إلى اليمن لمقاومة النظام الملكي الذي لقي دعما من المملكة العربية
السعودية. كما أيد حركة يوليو 1958 الثورية في العراق التي قادها الجيش العراقي
بمؤازرة القوى السياسية المؤتلفة في جبهة الاتحاد الوطني للاطاحة بالحكم الملكي في
14 يوليو 1958.

الاتجاه نحو التصنيع

شهدت مصر في الفترة من مطلع الستينيات إلى ما قبل النكسة نهضة اقتصادية وصناعية
كبيرة، بعد أن بدأت الدولة اتجاها جديدا نحو السيطرة على مصادر الإنتاج ووسائله، من
خلال التوسع في تأميم البنوك والشركات والمصانع الكبرى، وإنشاء عدد من المشروعات
الصناعية الضخمة، وقد اهتم عبد الناصر بإنشاء المدارس والمستشفيات، وتوفير فرص
العمل لأبناء الشعب، وتوَّج ذلك كله ببناء السد العالي الذي يُعد أهم وأعظم إنجازاته على
الإطلاق؛ حيث حمى مصر من أخطار الفيضانات، كما أدى إلى زيادة الرقعة الزراعية بنحو
مليون فدان، بالإضافة إلى ما تميز به باعتباره المصدر الأول لتوليد الكهرباء في مصر،
وهو ما يوفر الطاقة اللازمة للمصانع والمشروعات الصناعية الكبرى.

حقائق

جلاء القوات البريطانيا عن مصر في 19 أكتوبر 1954،
تعرض لمحاولة اغتيال في 26 أكتوبر1954م. عندما كان يلقي خطبة جماهيرية في

ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية الساحلية في احتفال أقيم تكريماً له ولزملائه بمناسبة
اتفاقية الجلاء، حيث ألقيت عليه ثمان رصاصات لم تصبه أيا منها لكنها أصابت الوزير
السوداني "ميرغني حمزة" وسكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية "أحمد بدر" الذي كان يقف
إلى جانب جمال عبد الناصر، وألقي القبض علي مطلق الرصاص، الذي تبين لاحقا أنه
ينتمي الي تنظيم الاخوان المسلمين.[2] (وقد ذكر في العديد من المراجع التاريخية أن تلك
المحاولة كانت مدبرة من النظام لإيجاد سبب وجيه لوقف نشاط جماعة الإخوان والقضاء
عليها)
ما لبث أن اصطدم بجميع الناشطين السياسيين وعلى رأسهم الشيوعيون وجماعة الإخوان

المسلمين، والأخيرة التي صدر قرار في 13 يناير 1954 يقضي بحلها وحظر نشاطها.
وألقت الدولة المصرية آنذاك القبض علي الآلاف من أعضاء تلك الجماعات، وأجريت لهم
محاكمات عسكرية وحكم بالإعدام على عدد منهم. وامتدت المواجهات إلى النقابات
المختلفة؛ فقد تم حلّ مجلس نقابة المحامين في التي حلت بتاريخ 26 ديسمبر 1954، ثم
تلتها نقابة الصحفيين في العام 1955.[5] كما ألغيت الحياة النيابية والحزبية ووحدت
التيارات في الاتحاد القومي عام 1959، ثم الاتحاد الاشتراكي بسنة 1962.
في 26 سبتمبر 1962 أرسل الرئيس عبد الناصر القوات المسلحة المصرية إلى اليمن

لدعم الثورة اليمنية التي قامت على غرار الثورة المصرية، وأيدت السعودية الامام اليمني
المخلوع خوفا من امتداد الثورة إليها. وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية السعودية،
ويقول بعض المراقبين "بان ذلك كان له أثره السيئ في استنزاف موارد مصر وإضعاف
قوتها العسكرية، وكانت أبرز عواقبه الوخيمة تلك الهزيمة العسكرية الفادحة التي منيت
بها القوات المسلحة في نكسة 1967".


عبد الحكيم عامرفي يونيو 1967 قصف سلاح الطيران الإسرائيلي جميع المطارات

العسكرية لدول الطوق واستطاع تدمير سلاح الطيران المصري على الأرض، وقتل آلاف
من الجنود المصريين في انسحاب الجيش غير المخطط له من سيناء والذي أصدره قائد
الجيش عبد الحكيم عامر، مما أدى إلى سقوط شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية وقطاع
غزة ومرتفعات الجولان في يد إسرائيل في غضون ستة أيام.

وفاته

آخر مهام عبد الناصر كان الوساطة لإيقاف أحداث أيلول الأسود بالأردن بين الحكومة
الأردنية والمنظمات الفلسطينية في قمة القاهرة في 26 إلى 28 سبتمبر 1970. حيث
عاد من مطار القاهرة بعد أن ودع صباح السالم الصباح أمير الكويت. عندما داهمته نوبة
قلبية بعد ذلك، وأعلن عن وفاته في 28 سبتمبر 1970 عن عمر 52 عاما بعد 18



عاماً قضاها في رئاسة مصر، ليتولى الحكم من بعده نائبه محمد أنور السادات




أنور السادات




محمد أنور محمد السادات (25 ديسمبر 1918 - 6 أكتوبر 1981)، ثالث رئيس لجمهورية مصرالعربية في الفترة من 28 سبتمبر 1970 وحتى 6 أكتوبر 1981.


نشأته







عرض البوم صور MR.WaLeD   رد مع اقتباس